للحب الممنوع سبب الجزء الثاني
في اليوم التالي بعد أن ذهبتُ إلى العمل ، أرسلتُ لها رسالة لأطمئن أنها لا تواجه أي مشكلة بهاتفها ،
فردت بأنه لا يوجد أي مشكلة وتشكرتني على اهتمامي ،
مما أوحى لي بأن أسألها إن تناولت الفطور كوني خرجت من المنزل وهي نائمة ، فردت بأنها تناولت الفطور ثم قالت :
إنَّ أخيك الذي من الواجب عليه أن يسألني هذا السؤال ، لم يسأله ولا مرة منذ أول زواجنا ، أشكرك على اهتمامك.
حلق قلبي فرحاً كونها ميَّزَتني عن أخي بالاهتمام ،
مما جعلني وفي وقت الغداء أسألها إن تغدَّت وعندما جاوبت أنه لا شهية لديها لتناول الطعام ،
أقسمت أني لن آكل لقمة قبل أن تصور لي طبقها وتخبرني أنها شبعت.
لمست الفرح بحروفها وهي تخبرني بأنها شبعت وتصر علي أن أصور طعامي كما فعلَتْ ، لتتأكد أني تناولت غدائي ،
حينها أيقنتُ أنها تفتقد الاهتمام من أخي.
منذ ذلك اليوم ، أصبحَتْ كلما استيقظَت من نومها باكراً ، تعدُّ القهوة وتطرق الباب عليَّ لكي أصحو وأحتسيها معها قبل ذهابي للعمل ،
كون أخي ووالداي لا يصحون بوقت باكر ، غير أنها لم تعد تسمح لي بالخروج من المنزل دون أن أتناول الفطور ،
فمع الوقت أصبحت تصحو باكراً فقط لكي تعده لي.
على مدى أسابيع ، استيقظ أخي مرات عدة ورآنا بمرات نحتسي القهوة وبمرات نتناول الفطور ،
مما جعله وبكل مرة يجلس معنا صامتاً وعيناه نائمتان دون أن يتحدث بكلمة ، فشعرت أنه يريد سماع أحاديثنا ،
مما جعلنا نستمر بالحديث وكأنه ليس معنا ، فتطابق أفكارنا على كل شيء جعلنا ننسجم بكل موضوع نتحدث به وكأنَّ لا أحد في المنزل يسمعنا.
إقرأ أيضا: للحب الممنوع سبب الجزء الأخير
إلى أن مضت ثلاثة أشهر ، تضاعف بها اهتمام سالي بي ، وقررت أن تأخذ على عاتقها مهمة غسيل ملابسي ،
حتى بعد أن أخبرَتها أمي منذ بداية زواجها ، أنْ لا تهتم سوى بغسيل ملابسها وملابس أخي.
وذات مرة عاد أخي إلى المنزل باكراً في اليوم الذي أخذتُ به إجازة مرَضية ،
وما إن دخل حتى اتجه إلى غرفتي عندما لم يجد أحداً بالصالة ، ليتفاجأ برؤية زوجته فيها فصرخ قائلا :
ماذا تفعلين بغرفة أخي وبيوم إجازته؟!
فقالت : أخفض صوتك فأخيكَ بالمطبخ ، وأنا أقوم بجمع ملابسه لأغسلها.
فصرخ قائلا : أمي أمي أين أنت؟!
دخلت أمه من الشرفة ، فقال لها : أليس غسيل ملابس سامر عليكِ؟!
فقالت بارتباك : نعم ، لكن سالي هي التي تطوعت من نفسها أن تغسلها.
فنظر إليها وهو مقطّب الجبين : لا علاقة لكِ بأيّ شيء يخص أخي ، فأمي هنا وهي التي تهتم بما يخص ابنها ،
أنتِ في هذا المنزل زوجتي أنا ، لتقومي بكل ما أحتاجه أنا وليس بكل ما يحتاجه أخي.
فصرخت بوجهه قائلة : لا ينقصني سوى أن تتهمني بأني على علاقة بأخيك.
حينها دخلتُ إلى غرفتي متظاهراً بأني لم أسمع شيء وقلتُ لهم : ما بكم ؟! ما الذي يحدث؟!
فنظر لي وهو مقطّب الجبين دون أن يدلي بكلمة ، ثم نادى سالي قائلا : اتبعيني للغرفة.
وما إن خَرَجا حتى قالت لي أمي : يا بني يبدو أنَّ أخيكَ يشعر بالغيرة من تفاهمك مع زوجته ،
أرجوك تجنب الحديث أو الجلوس معها قَدَر المستطاع لحين حديثي معه أنا ووالدك ،
فيجب أن نشرح له أنَّ علاقة الأخ مع زوجة أخيه هي علاقة أخوية ، فنظرت لها دون أن أدلي بكلمة وأنا أقول في قرارة نفسي :
تواصلي معها طوال الأشهر الفائتة وأحاديثنا وضحكاتنا ، جعلني أشعر بالحب نحوها ، ومن المستحيل أن أعتبرها أختي ،
وأخشى أني لن أستطيع أن أتجنبها بعد أن اعتدت الحديث معها.
يتبع ..