للرحيل حكايات
تحكي إمرأة لصديقتها وتقول : تزوجت من رجل صالح عشت معه حياة سعيدة ، رزقت منه بثلاثة أطفال ، نسكن بمدينة وأهل زوجي بمدينة أخرى.
وفي يوم من اﻷيام حصل حادث مؤلم ﻷهل زوجي ، توفى والده وإخوته ، وبقيت أمه وواحده من أخواته أصيبت بإعاقة.
كان الحزن يخيم على الجميع.
ومرت اﻷيام ، وبدأ الحزن يتلاشى كعادة البشر ، ولكن الهم أصبح ملازم لزوجي.
يشعر بمسؤوليته التامة عن أمه وأخته.
طلب مني أن تسكنا معنا حتى نتعلم كيف نراعي أخته المعاقة ، ﻷن والدته أصبحت كبيرة في السن.
ضاقت بي الدنيا بما رحبت واعترضت ، فقال : سوف تنهي أختي علاجها ثم تسكن معنا فهي ليس لها بعد الله إلا أنا.
وعشنا أيام نكد ، كل ما أتذكر أنهما سيعيشان معي أتضايق ، وأفكر كيف أخذ راحتي.
كيف يزورني أهلي ، وكيف يكون لي خصوصية.
وكل ما قرب الموعد زادت هواجيسي وزاد النكد مني لزوجي ، وبعد سنة أراد الله أن يستمر علاجها سنة أخرى.
لم أشعر بالفرح ﻷنني سأضل أرتقب وتزول كل سعادة تلوح لي ، ولكن !
حصل مالم يكن بالحسبان ، حصل ما لم يخطر لي حتى على بال.
لقد توفى زوجي إثر حادث ، مما جعلني مرغمة أحمل حقائبي وأولادي لأعيش مع أم زوجي وابنتها.
كم من اﻷيام حرمت نفسي وزوجي السعادة خوفا من أن يعيشا معي ، فأصبحت أنا من أعيش معهم.
كم يوم تألم قلب زوجي من كلامي وعتابي ، وها هو يرحل ويتركنا مع أخته التي كان قلقا وشفقا على مستقبلها بعد أمه.
إنه الرحيل الذي لا نعلم متى يكون ، ولمن يكون.
فلنعيش حياتنا ويومنا بسعادة وندع المستقبل فهو ليس ملكا لنا.