للزوجين

للزوجين

خصام وكبرياء

أول صخرة يصطدم بها الزوجان المتخاصمان ، الكبرياء.

تحدث مشادة بينهما لسبب تافه أو كبير وينتظر كل منهما الإعتذار من الآخر.

وقد يصادف أن لأحدهما أو لكليهما تركيبة نفسية مجبولة على العناد والجَد فتكبر الهوة بينهما ،

ويمتد الصمت أياما ثم أسابيع وكل منهما ينتظر إعتذارا.

ويغرق البيت في الحزن والكآبة وقد يحبط الشريك لأن شريكه قد تمادى في إهماله ،

فيشتد غيظه وعناده وقد يهجر فراشه وإذا بجدار الصمت يكبر ويتعذر عليهما كسره.

والسبب حماقة الكرامة وادعاء الكبرياء.

فإن نتائج هذا الخصام مدمرة للبيت وللعلاقة الزوجية.

فالكثير من الزوجات دمرت حياتهن بسبب عنادهن وكأن عبارة آسفة مهينة لهن ،

ورجال بلغت بهم القسوة أن حطموا أسرة لأن كبرياءهم الرجولي أهم من تشتت الأبناء.

أعتقد أن هناك فهم خاطئ للعلاقة الزوجية التي تغلفها الملابسة والمشاكلة ،

قال الله سبحانه :

[هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ](البقرة : 187).

حينما يكون الرجل ساترا للمرأة والمرأة ساترة للرجل يعني توحدهما الكرامة المشتركة ،

فالمرأة كرامة الرجل والرجل كبرياء المرأة.

وعندما تبادر الزوجة وإن كان زوجها مخطئ بإمتصاص غضبه واحتواء الخلاف ، والإقتراب الحميم المبني على الملاطفة ،

فإن القلب يلين والغضب يهدأ والصخر يتفتت.

فخطأ كبير أن ينأى الشريك بنفسه عن شريكه ويهجره لأيام ،

فإن الهجران الطويل يولد الجفاء والنفور ويعبئ القلب بشحنات الغضب السالبة التي تحطم معاني الحب والمودة في العلاقة.

والزوج لن ينسى مبادرة الزوجة الإيجابية إنها ستضيف رصيدا جديدا إلى رصيد محبتها ،

وهذه المبادرة ليس فيها إهانة ومذلة للزوجة بل حكمة وتعقّل ، خصوصاً إذا كان الرجل عصبي وعنيد.

إقرأ أيضا: قوانين الزواج في الدولة العثمانية

فإن هذا النوع من الرجال لا تلينه إلا الزوجة الخاضعة الهينة المطيعة العطوف الحنون ،

فالكثيرات نجحن في ترويض الرجل العصبي
وكسبنه في الآخر محبا مخلصا بفضل مداراتهن ولطفهن الأنثوي وتنازلهن.

ويبقى على الرجل أن يكسب زوجته ويعفو عن هفواتها وزلاتها فإن الله سبحانه سيرفع شأنه ومقامه.

فالرجل الحنون ، الخلوق مع أهله مكرما عند الله ،

إن كلمة (آسف) تعبر بمواقف مختلفة ومتنوعة كباقة ورد تبعثها إلى البيت كمفاجأة تسر قلبها.

إبتسامة حب تفهم الزوجة أنها إعتذار ، رسالة فيها بيت شعر عاطفي ،

خدمة تقدمها لها أو جهد تبذله عنها فإنها تفهم أنك نادم وسيكون الصلح أجمل وأروع.

فالحياة الزوجية إلتحام نفسي عاطفي سريع الكهربة ، مس خفيف ويشتعل الحب ،

ويضيء البيت من جديد بالسعادة والحيوية وسيبتسم الأبناء في النهاية.

Exit mobile version