لمّ تركت خطيبتك السابقة ؟
قالتها وهي تنتظر إجابته بينما انتفض هو من نظراته لها في الجلسة الشرعية ، وقال متلعثمًا :
كاذبة في كلامها ، سيئة في عشرتها ، صعبة في تعاملها ، أهلها يطمعون بي ، و …
أجفلت في صمت وانسحبت من الجلسة مُعلنة الرفض قبل أن يُكمل حديثه،
خرج هو واصطحب أهله خارج منزلها من فرط الحرج وهو يستشيط غضبًا .
بينما دخلت أم الفتاة تسألها عما حدث فردت الفتاة بكل تأكيد :
هو لا يُناسب أبدًا .
تعجبت الأم وهي تقول :
كانت المرة الأولى التي ترينه بها فكيف تحكمين هكذا ؟
أجابت دون تردد :
كثير الكلام ، أخاف على نفسي وسمعتي منه إن حدث خلاف أو فراق فهو لا يحفظ العشرة ! ،
خطب لسنة كاملة فكيف أتم تلك السنة دون مواقف جميلة تجمعه بخطيبته السابقة وفي النهاية قال عنها كل سيء .
قامت الأم من مكانها ثم التفتت معاتبة ابنتها :
لكن ! ولمّ تدخلتي في أمر الخطوبة السابقة ؟ هذا لا يعنيك!
قلت في نفسي من هنا سأحكم عليه وعلى خُلقه فإن قال قسمة ونصيب فهو على خلق ويتقي الله فيما يخرج من لسانه ،
وإن عاب في الفتاة فهو لا يُؤتمن يا أمي .
ورغم أن الأم أصابها حرج بالغ من تصرف ابنتها أمام الضيوف إلا أنها اقتنعت بما فعلته ابنتها ،
فبالفعل من لم يحفظ لسانه عن الكلام والذم فيمن عاش معهم وعاشرهم لسنة كاملة فكيف ستكون عشرته !
بالتأكيد لن تختلف كثيرًا عن طبعه هذا الذي ظهر منذ المرة الأولى .
الصفة الأسوأ على الإطلاق هي الذم فيمن عشنا معهم الحب والود لمجرد الخلاف أو حتى الفراق .