لن أنسى قط ما حدث ما دمت حيًا
عندما كنت صغير حدث أمامي شيء لا يمكنني نسيانه على الإطلاق دعوني أقص عليكم تلك الليلة المشؤومة بالنسبة لي ولأصدقائي القدامى أشعر كأنه قد حدث منذ قليل.
في قريتنا كانت هناك فتاة قد أوشكت على أن تتم من العمر ثلاثون عامًا ، جميع من بالقرية يحبونها بشدة خصيصًا بعد وفاة عائلتها.
مهلًا سأوضح الأمر عندما كانت بعمر الحادية عشر هاجرت عائلتها بعيدًا تاركين ابنتهم مع جدتها كي ترعاها ،
وهم يبحثون عن عمل كي يستطيعوا تحمل نفقات الحياة الغالية ،
وبالفعل كانوا يرسلون المال ويتصلون بهم كي يتطمنوا عليهم.
لكنهم بعد عامين لم يصل منهم أي شيء والهاتف مغلق ولا يعلم أحد أين هم ،
فبقت هي مع جدتها بعد إعتقادهم بأنهم قد ماتوا ، وانتشر الأمر ومرت السنين ،
حتى عمر العشرين وتوفيت جدتها تاركة لها منزل يرثى له وبعد المؤن وبقايا مال ضئيل كانت قد تركته للزمن.
فعاشت هي في هذا المنزل وجميع من بالقرية يرسلون لها المساعدات بين الحين والأخرى ،
على الرغم من وحدتها لم تقبل أي شاب تقدم لخطبتها إطلاقًا.
تقول للنسوة التي يتحدثن معها أنها لا تريدهم ، حتى لا يتكرر أمر عائلتها مجددًا.
مرت السنوات وأصبحت بعمر الثلاثين ، كنت حينئذ بعمر العاشرة من عمري كنا كل ليلة من يوم الخميس نجتمع في منزلها ،
ونستمع لقصصها الشيقة.
في تلك الليلة المشؤومة كنا خمسة أطفال على الرغم من منزلها الصغير الفارغ ،
إلا أنها تمتلك غرفة معيشة كبيرة ، منزلها كان من الخشب فكان يصدر صوت أثناء سيرنا ،
لولا أننا تأقلمنا على الوضع لكانت قلوبنا ترتعد رعبًا من مما نراه.
تجمعن في دائرة وأغلقت ضوء المصباح الوحيد إضائته كانت ضعيفة ، لكننا كنا نحب ضوء الشموع مع صوتها الخلاب.
إقرأ أيضا: أستاذ وباحث ودكتور وكاتب ومؤلف ومفكر وبروفيسور أمريكي
بدأت تقص علينا إحدى قصصها الكوميدية ، لكن هناك فتاة كنت أول مرة أراها ذاك اليوم “أعتقد أنها كانت السبب”.
قالت لنا قصي علينا قصص رعب مما تعلمينها.
ضحكت على سذاجتها وضحكن خلفها ، لكننا لم نكن نعلم بما سيحدث!
بعد ضحكاتها التي أعطت صدى صوت في المنزل على غير العادة نظرت لنا بضعة من الوقت وهي صامتة ،
ثم قالت بجدية جعلت الخوف يدب في نفوسنا.
جدتي كانت تقص لي إحدى القصص المرعبة التي عانت منها عندما كانت في نفس عمري أنا أشبهها للغاية ،
لكن طوال حياتي لم أرى أي شيء مما حدثتني به ، لذا لا تخافوا ولا تصرخوا ؛
لأنني سأقصها عليكم بطريقتي الشيقة التي تضيف بعض المتعة.
ثم قهقهت عاليًا فتحمسنا بشدة لحديثها فهللنا بأن تكمل وسنتبع تعليماتها.
لتقول بعد أن أخذت نفس عميق ، ثم أخرجته لنشعر ببعض الرياح التي لفحت ظهورنا ،
لتقول الطفلة التي بجواري “لمَ شعرت ببعض الهواء البارد على ظهري.! “
ليسخر منها أحد الأولاد ، لكننا أقسم لكم أننا شعرنا بهذا بالفعل ،
لتقول لنا الفتاة : يبدوا أن الهواء جيد بالخارج ، ودخل من إحدى الثغرات في المنزل لنكمل قصتنا مستعدون!
صحنا في صوت واحد : أجل.
فقالت : في يوم من الأيام عندما كنت بعمر الخامسة كانت جدتي تنام بجواري وأصريت أن تقص لي حكاية مرعبة ،
لتقول لي لا أحبذ هذا النوع لأنني مررت بتجربة ليست جيدة.
بعد سماعي هذا ظللت أتوسل لها بأن تقوم بحكيها لي ،
وبعد إلحاح شديد تنفست بعمق كمن تذكر شيء مؤلم يتمنى نسيانه ، لكنه مخلد في ذاكرتها.
إقرأ أيضا: كان هناك شاب يعمل في شركة بترول في الصحراء
بعد زواجها في هذا المنزل بعام ونصف تركها زوجها وغادر للمدينة مع باقي رجال القرية الذين قرروا الترحال من أجل لقمة العيش ،
وبعد مغادرته لم تتمكن من النوم جيدًا ؛ لأنها لم تكن أبدًا تجلس بمفردها فهو مأمنها ومسكنها بعد وفاة والدها في حادث أليم.
على الرغم من وجود طفلها معها إلا أنها لم تتمكن النوم سوى نوم متقطع من التعب والإرهاق ،
ولا يوجد أحد من عائلتها فهي متزوجة في بلدة بعيدة عنهم.
في اليوم الخامس بعد أن نام ابنها الصغير الذي كان عمره عدة شهور وضعت رأسها على الوسادة وأغلقت عينيها ،
لكنها شعرت بأن هناك نار مقتربة من وجهها.
فتحت أعينها بسرعة لم تجد شيء ، لكنها لمحت باب الحجرة يفتح ببطء مع وجود ما تسمى” اللمبة الجاز” إضائتها ضعيفة للغاية.
كان مقبض الباب يفتح ببطء ، فشعرت بأنها تتوهم فاندثرت بجسدها بالكامل تحت الغطاء ،
واحتضنت طفلها لا تعلم هل هي تحميه أم تستمد منه الطمأنينة الكذابة؟
أغمضت عينيها بقوة ، وفجأة شعرت بمن يجذب عن قدمها الغطاء ليسقط أرضًا ،
لا تستطيع الصراخ لتجلس على السرير بعد ذاك الفعل وتحضن ابنها بشدة وهي تبكي بصمت ،
خوفًا من أن تصدر صوت يزعج طفلها ويستيقظ.
السرير كمن جاء بنيران مشتعلة ، وكان مصنوع من الحديد فأصبح كجمرة من النيران لونه أحمر ،
أقسم لكِ لم أكن أتخيل.
فتح الباب على مصرعيه ، وكان في مقابلتي دورة المياه كانت عبارة عن مرحاض بلدي ،
“قعدة على الأرض عبارة عن فتحة في الأرض”
رأيت شيء يضيء يخرج من تلك العين كانت من قوة نيران حوله نيران باللون الأخضر والأحمر معًا.
إقرأ أيضا: الفتيات الثلاث
نزلت من على السرير لم أتحمل الحرارة وكنت أسير في الحجرة وأتمتم هذا غير حقيقي ،
حتى رأيتها تقترب نحوي وتقول : روح مقابل روح.
لم أفهم مقصدها ، لكن تم أخذ ابني عنوة من بين يدي ولا أعلم كيف كنت أحتضنه،
رأيته أمامي على السرير عاري الجسد وأنا أحتضن الملابس فقط.
صرخ ابني بقوة وسط النيران المشتعلة ، حاولت الإقتراب هناك حاجز خفي يمنعني من المرور ،
صرخاته تتعالى وسط النيران التي تتصاعد أراها أمامي.
حاولت أن أغمض عيناي كي لا أرى ، لكنها ضحكت بقوة شعرت بنيران عبارة عن أيدي بها مخالب ،
تقوم بفتح عيناي بقوة لدرجة أنني شعرت بأنها ستخرج من مقلتيها ، وأنا أضرب هذا الحاجز الغير مرئي كي أصل لإبني!
صدح صوت قرآن من حيث لا أعلم ، سمعت صوتها المزمجر وصرخاتها المتألمة والغاضبة أيضًا ،
وهي تقول كلمات لا أفهمها أعتقد بأنها ستعود يومًا ،
لأقترب من ابني على الفور ما زال هناك خطوط على ظهره منذ ذاك الحادث كمن وضع شيء مشتعل عليه فطبع على جسده!
توقفت عن هذا الحد وهي تنهج بقوة لا نعلم لمَ كأنها تختنق وتسعل ضوء الشموع يتمايل وهناك رياح تأتي وتذهب ،
وفجأة وقفت وهي ما زالت تسعل مطأطأ الرأس.
أصابنا الخوف ، أمسكنا بأيدي بعضنا البعض كنا نظن أن هذه ضمن الحبكة القصصية أو كما تفعل معنا ،
قبل أن تفزعنا عيونا لم ترمش معلقة على حركاتها.
لتكمل قائلة : قالت جدتي منذ ذاك اليوم لم أفارق ابني للحظة واحدة القرآن لا يتم إيقافه في المنزل ،
حتى أنني تعلمت القراءة كي أستطيع حفظ القرآن ، ليعود زوجي بعد شهرين غياب كنت خائفة للغاية ،
ولم أذق طعم النوم بهناء وأريحية ، قل وزني قليلًا ، لكن لا يهم سلامة طفلي أهم.
إقرأ أيضا: كنت عائدا في الثانية عشرة ليلا
ومنذ ذلك اليوم لم أدع زوجي يسافر ويترك البيت مهما حدث ، لذا لم تأتي مجددًا ، تلك الحروق ما زالت على ظهره ،
وعندما كبر جسده لم أكن أعلم أنها كلمة ليست حروق عادية هو من لفت نظري لهذا ،
وقصصت عليه ما حدث عندما كبر كنت أتهرب من الإجابة عندما كان صغيرًا ، وحرصت على حفظه القرآن وتقربه من الله.
توقفت لثانية وهي تقول أتعلمون ما هي الكلمة!
لم ينبت أي منا ببنت شفة ، كنا ننظر لها ونحن على وشك احتضان بعضنا البعض ،
حتى قالت لنا وهي أخيرًا ترفع وجهها لتظهر عيونها الحمراء المخيفة التي جحظت أعيننا عند رؤيتنا لها ،
وهي تقول بصوت مخيف ومرعب أكاد أجزم أننا كنا نسمع صوت دقات قلوبنا العنيفة من الخوف واقشعر بدننا رعبًا!
لتقول ليليث ، بعد جملتها هواء ساخن مخيف وهناك من خرج من الحائط وقام باحتضانها من الخلف ،
كانت بشعة للغاية ، شعرها الأسود كظلمة الليل البارد وجسدها الشاحب المائل للأخضر ،
فمها الكبير الأسود التي تضحك بقوة من خلاله ، أسنانها المقززة وعيونها البيضاء المخيفة ، لتجذبها لداخل الجدار وهي تضحك.
أما الفتاة فكانت تصرخ بقوة وتستغيث لنفر هاربين ونحن نصرخ من الرعب أقفل باب الحجرة لنراها تقوم بوضع يدها على فمها ،
والفتاة تصرخ بشدة تطلب النجدة ، ونحن واقفين محازين للباب نحاول فتحه.
تقول لقد قتلت الكثير من أجلها أخيرًا هي لي حاولت جاهدة أن أجعلها تناديني كي أستحوذ عليها. فهي ابنتي.
فقدنا الوعي عندما استيقظنا وقصصنا ما حدث قالوا لنا كنا أربعة فقط لسنا خمسة ،
إذن أين ذهبت الفتاة الصغيرة الخامسة وليليث أين أخذت صاحبة المنزل؟
لحد يومنا هذا ما زال الموضوع لغز لقريتنا بالكامل والمنزل أصبح مهجور لا يدخله أحد.