ليس كل الحب الذي نراه حقيقي!
هناك عبارات مكتوبة في كل مكان في المنزل الكبير” انتقام” “أنت لست وحدك” وغيرها من الكلمات التهديدية.
أما هو فيظل يتلفت هنا وهناك صرخات وضحكات مختلطة ببعضها البعض.
فجأة عائدين من عند الطبيبة وجوههم تهلل من الفرح والسعادة ، يمسك يديها ويساندها وهو يغمرها بكلمات من العشق والهوى ،
وهي تنظر له نظرات حب وتضع يدها على بطنها بسعادة.
بعد دخولهم من باب المنزل وقبل صعودهم السلم كانت هناك أصوت أقدام قادمة تجاههم ،
فنظروا أمامهم فإذا بها أخته تنزل من على درجات السلم ونعالها يصدر صوت عالي لتقول لهم بابتسامة :
يبدوا أنكم حصلتم على أخبار جيدة ما الأمر؟
لتقول سارينا بسعادة غامرة : سوف يأتي ضيف إلى منزلنا بعد ثمانية أشهر.
من ثم تنظر لبطنها وهي تلمسها بلطف ويكمل كمال وعيونه تلمع بالحب والحنان : أجل كما سمعتي.
لتحضتنها وهي تبتسم لها وتبارك على هذا الخبر ، ومن ثم نظرت لكمال وتمر بجواره وهي تميل على أذنه بأنها تريده في موضوع هام.
ليقول لها بلامبالاة : ليس الآن.
يسير كمال وسارينا قليلًا ، ثم تقول له : ماذا كانت تقول لك سارة؟
ليخبرها وهم يصعدون السلم معا : لا تشغلي بالك أنتِ تعلمينها جيدًا أمورها عادية مهما بلغت جديتها.
لتنظر لهم سارة من الخلف وتقول لهم بأنها مغادرة وتتركهم وتقفل الباب خلفها.
في الغرفة وبعد تبديل ثيابهم تجلس سارينا على السرير ليقترب منها كمال وهو يضع قبلة على جبهتها ويخبرها بحنوّ :
كما قالت الطبيبة الراحة دائمًا.
لتمسك يده وتقبلها وتخبره سوف أعتني بنفسي جيدًا لحين أن يأتي على هذه الحياة.
إقرأ أيضا: تقول كريستينا بعد سنتين من الحب والغرام
تمر الأيام بين التعب والإجهاد واهتمام من الجميع وإعداد غرفة مخصصة للجنين مجهزة من كل شيء.
وفي ليلة من الليالي كان كمال خارج المنزل لتقوم من موضعها وتفتح خزانة ملابسها ،
ومن أسفل الملابس تقوم باستخراج كتاب وتعود من جديد إلى السرير ،
ليطرق الباب في تلك اللحظة ، فبسرعة تضعه أسفل وسادتها ، ومن ثم تسمح للطارق بالدخول.
إذا بها مشرفة المنزل تأتي لها بالطعام وتضعه أمامها على الفراش وتقول لها : أي أؤامر أخرى؟
لتبتسم لها سارينا وتشكرها على عنايتها بها وتتركها تغادر وتقفل الباب خلفها ، لتخرج سارينا الكتاب مجددًا.
كان الغلاف الخارجي لونه سماوي كلون السماء وعليه بعض الرسومات اللطيفة ، لتقوم بفتح أولى صفحاته إذا بها مكتوب مذكرات.
تقلب بين الصفحات وهي تتذكر كيف تعرفت على زوجها.
كان معها في العمل بعد أن قررت أن تستقل بذاتها بعيدة عن ثروة أهلها وسلطتهم ،
وبعد المرور بعدة علاقات من زملاء عمل لأصدقاء ، ثم مقربين ،
حتى اعترف لها بحبه ومن ثم خطبها بعد عدة مرات من الرفض من الأهل وتزوجا لتغادر معه.
بعد أن جاء عقد عمل له في دولة أخرى كانت أخته تسكن هنا لتنتقل للعيش معهم.
مرت الأيام تركت عملها فهو لا يجعلها ينقصها أي شيء تفرغت لحياتها من تسوق والتنزه ،
ولا تخلو الحياة من بعض المواقف المؤلمة بين الأزواج ، لكنه كان يعتذر لها ويرجعون كما كانوا.
كانت صدمة كبيرة لها بعد أن علمت بوفاة والديها في حادث سير أثناء عودتهم من إحدى الحفلات ،
لتعود لمنزلها ويتم أخذ العزاء ، وفتح الوصية بأنها الوريثة الشرعية لكل ممتلكات عائلتها لتديره من خلفهم.
بعد أن عادوا للعيش في منزل والديها الكبير ليكسر حاجز الحزن بعدها بعدة أشهر هو أنهم سيرزقون بطفل.
استفاقت من شرودها وهي تلمس بطنها المنتفخ قليلًا فهي الآن في الشهر الثالث.
إقرأ أيضا: قصة حقيقية عن الصحبة السيئة
انتهت من طعامها ونادت على إحدى العاملات لتأخذه ،
في تلك اللحظة سمعت صوت زوجها من الأسفل لتخرج لتراه إذا به كان يتأرجح في مشيته كأنه شرب الكثير من الكحوليات ،
ليصعد السلم ويقترب من سارينا التي تحاول أن تسانده ليبعدها عنه بقوة ، وهي تخبره ماذا حدث.
لكنه أجابها بحدة : ليس من شأنك.
كانت هذه المرة الثالثة التي ترى زوجها في مثل هذه الحالة ، حاولت التحدث معه ،
لكنه أخبرها بأن تبتعد ، لم تفعل ما قاله وحاولت التحدث معه بأن هذا غير مقبول ليصفعها على وجهها بعنف ،
لتنظر له ببكاء وصدمة : كيف لك أن تفعل هذا؟
ليصفعها على الجانب الأخر لترد له الصفعة ، فيمسكها من شعرها وهو يقول لها بغضب :
أنتِ السبب جعلتي أُناس أخرى تتحكم بي في العمل لتصرخ من شدة الألم ، لتخرج أخته من الغرفة وتحاول أن تبعده عنها ،
لتدفعها بعيدًا عنه لتسقطت من على درجات السلم تحت نظراتهم وصرخات العاملين في المنزل.
عند وصولها لأخر درجة كانت تنزف الدماء من كل مكان لتصبح كأنها بركة من الدماء لينزلوا سريعًا كمال وسارة.
لتقول له بغضب : لقد قتلتها لم نتفق على هذا؟
ليقول لها بارتباك : لم أفعل أنتِ من دفعتها بعيدًا!
لتنظر له سارينا بحزن وهي تخبره بأنها تكرهه بشدة.
لم تسمع العاملة ما يقولانه ويتم الإتصال بالإسعاف ، لكنها قد فارقت الحياة.
لم يتحدث أحد عن الأمر وتم دفنها بجوار والديها.
بعد مرور شهر على موتها ، في غرفة المكتب في المنزل كان كمال وسارة جالسين أمام بعضهم البعض وبجوار كمال كان هناك محامي يعطيه ورقة ليبتسم وهو يمضي على ورقة توريث بعد أن ورث كل شيء عن زوجته الراحلة.
إقرأ أيضا: كان لرجل حكيم ولد كسول لا يحب العمل
غادر المحامي وكمال قال بسعادة غامرة : أخيرًا تحقق مرادنا ، قلت لكِ النهاية قريبة.
لتقول سارة وهي تقترب منه وتقوم بإحتضانه : أنا من عجلت بالنهاية ،
فكانت ستنجب منك فكيف لي رؤيتي لكم معنًا فلقد تزوجتني قبلها.
ليشد من احتضانه لها ، وهو يخبرها : كان عليّ فعل هذا كما تعلمين ،
كنا نخطط جيدًا في البداية قمت بتمثيل الحب عليها ووقعت في الفخ ومن ثم قتلت والديها ،
أما هي فكنت لا أريد أن تموت ، لكن لكل أجل كتاب ماذا سنفعل.
لتضحك سارة بقوة وهي تخبره بأنها من دفعتها لتفقد جنينها وكانت تريد أن تظل حية وترانا مع بعضنا البعض وكيف نستولي على ممتلكاتها.
ليقهقه كلًا من كمال وسارة ويخرجون من الغرفة ويعودون لغرفة نوم كمال وسارينا.
لتقول سارة بفرح : أخيرًا عدت لمكاني عزيزي ، متى ستعلن جوازنا؟
ليقول لها بتريث : ليس الآن.
ليخلدوا للنوم وفي المساء كان الصمت يخيم على المنزل ، إذا بها غرفة النوم تفتح من تلقاء نفسها ويصدر الباب صوت صرير واضح يقطع ذاك الصمت مع دقات عقارب الساعة.
كان سارة وكمال بحتضنون بعضهم البعض ويغطون في نوم عميق لتقف أمامهم وعيونها تزداد غضبًا ،
وهي تقوم بسحب الغطاء لتستفيق سارة من النوم لترى العروسة وهي ملوثة بالدماء ،
وتنظر بشر لها وتقول بصوت مخيف جعلها لا تستطيع النطق” أهلًا لقد عدت”.
لتحرك كتف كمال النائم بجوارها وهي تنظر بخوف وتقول له بتوتر : استيقظ.
لكنه لم يستيقظ في تلك اللحظة.
ركضت الدمية للخارج وهي تضحك بقوة ، فأمسكت الغطاء ووضعته على جسدها وهي تحاول أن تجعل كمال يستيقظ ،
فعندما وجدها في تلك الحالة المزرية اعتدل في نومته وهو يخبرها ما الأمر.
إقرأ أيضا: يقول أحد الشيوخ كنت أزور المستشفيات ودور المسنين
لتقص عليه ما حدث لكنه قال لها مازحًا لا يوجد أي شيء من هذا فلنعد للنوم عزيزتي يبدوا أنكِ لم تعتادي على النوم هنا.
استمعت لكلامه ونامت بجواره من جديد ، لكن هناك عيون تراقبهم وهي تنظر لهم بشر دفين.
في الصباح استيقظ كمال واستعد للذهاب للعمل ، لكن أثناء السواقة شعر بشيء ما في الكرسي الخلفي ،
لينظر في المرآة لم يجد أي شيء سوى لعبة صغيرة ليقول بتأثر كانت ستكون لابني.
أكمل ما يفعله إذا به يشعر بالإختناق نتيجة لوجود كيس بلاستيكي على وجهه ظل يتأرجح بالسيارة هنا وهناك ،
حتى كاد أن يصطدم عدة مرات ، لكنه تمالك نفسه وأزال الكيس ليغمض عينه بعد أن أوقف السيارة ،
وظل يتنفس بسرعة ويحاول استنشاق الهواء ، هنا نظر بجواره ليجد زوجته وهي تبتسم له وتضع يدها على بطنها ،
ومن ثم تحول هيئتها إلى مسخ عيون سوداء كبيرة ودماء تنزف من الأسفل وتبكي بقوة وهي تقول بصوت مخيف :
ماذا فعلت لك؟ كيف لك أن تقوم بتزييف كم المشاعر الهائلة التي بيننا.
لتصرخ في وجهه بقوة لتتراجع رأسه للخلف وتصطدم بالباب ليتألم من أثر الصراخ والصدمة وهي تقول : لمَ قتلتني؟
لم يستطع الإجابة عيناه جاحظتين لسانه ملجم ليسمع صوت طرقات على الزجاج ،
فينظر بخوف إذا به شرطي يأخذه مخالفة على ما فعله لينظر بجواره لم يجد أي شيء.
ليقول له كاد أن يموت خنقًا ، ولم أستطع التحكم بالسيارة.
ليمر الأمر ويذهب لعمله وهو يحاول أن يتناسى الذي حدث.
في المساء عاد للمنزل لم يكن هناك أحد ظل ينادي على سارة لتجيبه من غرفة الطفل ،
ليتعجب من فعلتها وأين الخدم ، لكنه تذكر أن سارة قالت له بأنها طردتهم جميعًا ، وستأتي بغيرهم.
صعد للأعلى وفتح الباب ليقفل خلفه بقوة وهناك مصباح صغير يضيء الغرفة ليرى الدمية تستوطن الجدار ،
وهي تكتب بإصبعها المليء بالدماء ” انتقام ” لقد عدت” لماذا”.
إقرأ أيضا: كان يفرش الحصير في المساجد بلا مقابل
وبعد الكلمات الأخرى ليلصق جسده بالباب وهو يحاول فتحه ، لكنه لا يستطيع فيصرخ عاليًا هي السبب سارة من فعلت هذا؟
ظل يتحدث يجنون وهو يرى الدماء تسيل من الدمية وتقترب منه فيرتعد من الرعب.
يضرب الباب بكلتا كفيه وهو يصرخ بأن يساعده أحد لتستدير رأس الدمية له فقط ،
أما جسدها فيكمل ما يفعله وهي تنظر له بشر وعيون كبيرة ،
ليخرج منها صوت نبضات قلبت لينصدم من فعلتها فهذه مثل ما سمعها عند الطبيب هي لطفله.
ليتغير الصوت ويظهر صوت زوجته الراحلة وهي تبكي وتقول له : كيف هان عليك قتلنا؟
ليقول برجاء : لم أكن أنا هي السبب أنا
فقط كنت أود الحصول على المال هي من قتلتلك؟
الدماء وصلت لأسفل قدمه ليتراجع للخلف ، وإذا به الباب يفتح ويفر هاربًا من الغرفة.
المنزل ظلام دامس ليسمع صوت ضحكات مخيفة في كل مكان يرى الدماء ،
ومن وسط الظلام يرى سارينا تقترب منه وهي تقول له “اشتقت لك..لقد عدت.”
ليركض هنا وهناك النوافذ الباب مغلق كل شيء دماء فقط.
تذكر باب الخدم في المطبخ ليركض نحوه ، وهناك رأى الدمية من جديد وهي تسقط عليه من أعلى تحاول قتله وهي تحضتنه من الخلف ،
لا يدري ماذا يفعل يريد النجاة فقط ليمسك سكين كبير ،
لكنها قد ابتعدت عنه تظهر هنا وتختفي من هنا.
الباب وجده مغلق ، يسير في دماء كثيرة لا يستطيع الخروج ليجدها تقف على أولى درجات السلم تفتح ذراعيها ،
تريد إحتضانه وهي تنظر له بحب كان كالمغيب ذهب لها لتغرز أظافرها في ظهره بقوة لينزف ويصرخ من شدة الألم ،
لكنه لم يتمالك نفسه وأمسك السكين وقام بذبحها وطعنها عدة مرات وهو يقول بهسيتريا : أنتِ ميتة ميتة.
ظل يرددها ، وعندما نظر أمامة وجدها سارة التي قام بقتلها ، أما الدمية تجلس بجوارها ويخرج منها ضحكات عالية تهتز لها الأرجاء ،
ليدخل أحد الخدم القدامى كان عائد لطلب المساعدة في إيجاد عمل له ليرى ما حدث فيبلغ الشرطة على الفور ،
ويتم القبض عليه وتحويله لمستشفى الأمراض العقلية ، لكنها ما زالت تظهر له.