ما أجمل لصوص زمان! لصوص كان عندهم مبدأ!
كان لصوص بغداد في العصر العباسي حكماء وفلاسفة.
كان من أشهرهم اللص الشريف “أبو عثمان الخياط” والذي كان يقول: «بأن اللص أحسن حالا من الحاكم المرتشي ،
والقاضي الذي يأكل أموال اليتامى.
وهو القائل : ما سرقت جارا وإن كان عدوا لي ، ولا سرقت كريما ، ولا إمرأة ، ولا بيتا ليس فيه رجل ، ولا قابلت غادرا بغدره.
وكان من وصاياه عند تنفيذ عمليات السرقة ما يلي :
الفتى (اللص) لا يزني ولا يكذب ، ويحفظ الحرم ولا يهتك ستر إمرأة.
ومن تلاميذه “إبن حمدي العيار” الذي لم يكن يسرق أصحاب البضائع الصغيرة التي تكون قيمتها دون الألف درهم.
وكان “أبوعثمان الخياط” اللص الشهير يوصي رفقائه قائلا :
( لا تسرقوا إمرأة ، ولا جارا ، ولا نبيلا ولا فقيرا.
وإذا غدر بكم فلا تغدروا ، وإذا سرقتم بيتا فاسرقوا نصفه واتركوا النصف الآخر ليعتاش عليه أهله ، ولا تكونوا من الأنذال)!
أما اللص إبن سيار الشاطر فكان واسع الحيلة والدهاء ولا يسرق إلا من الأغنياء ويترك الفقراء ،
وينادي بأحقيتهم في أموال الأغنياء الذي يغتصبون أموال الناس ولا يؤدون الزكاة.
هذه كانت أخلاق اللصوص فما بالك بأخلاق الأشراف والفضلاء.
المصدر :
نثر الدر : منصور بن الحسين الآبي