ما الذي أتى بكِ إلى هنا؟!
ما الذي أتى بكِ إلى هنا؟! هل مازال لديك كلمات أخرى أو بالأصح سكاكين أخرى لم تغرزيها في قلبي فجئتِ لتستكملي مهمتك؟!
أخبرتني يوما أني لن أكتشف قيمة الأشخاص والأشياء إلا إذا خسرتها ، وأنا أدركت ذلك بعدما خسرتك ،
غياب طيفك عني ، جعل جلَّ التفاصيل ناقصة حتى كادت تتوارى ألوانها.
لكني فقير كما قلتِ ، ودميم الوجه وبدين الجسد ، مجرد النظر إلي تبعث البؤس في روحك ،
وما قبلت بي زوجا إلا لأنك رغبت في الوفاء بعهد والدك لأبي ، حتى بلغ السيل الزبى فقررت فضّ الوصال.
بذلت ما بوسعي لأستميل قلبك وأنال حبك ، وبنفس ذلك الجهد كنت أنت تحاولين قتلي ونحري بنظراتك قبل كلماتك ،
متى ما أهديتك شيئا نظرت له بعين المادة لا عين الحب ،
كلما حاولت لمس يدك نفضتها عنك كأني أحمل وباءا سينتقل إليك وما كان وبائي إلا عشقي السرمدي لك ،
حتى فاض بي الكأس وتهشم ناثرا شظاياه ليدمي قلبي.
والآن ببساطة تأتين لتخبريني أن غياب طيفي جعل تفاصيلك ناقصة معدومة ،
أي تفاصيل تلك التي لم تسمحي لي يوما أن أكون جزءا منها؟!
هل تعلمين ما العلة؟! أن هذا القلب لازال يعشقك بجنون ، لازلت أراكِ أنت فقط حتى في وسط الزحام ،
لازلت أهفو لاحتضان أناملك ولو مرة برضاك وليس سهوا ،
أمنيتي أن أنادي باسمك فأجدك وقد هرولت نحوي قبل أن ألفظ آخر الحروف ،
لكن تلك الجروح التي خلفتها تأبى إلا أن تثأر مني قبلك فتجبرني على أن أوليك ظهري ،
وأغادر لأبعد مكان يغيب فيه عبقكِ.
امنحني فرصة أخرى ، صدقني سأتغير لأجلك ، بل سأكون أنا معك لا نسخة صنعتها لأواكب الآخرين ،
أنت من تقبّل ضعفي وعيوبي كما هي ، أنت وليس سواك غازل تلك الجوانب التي كنت أخفيها ،
حتى عن نفسي ظنّّا مني أنها تنتقص من قدري وقوتي أمام الجميع.
إقرأ أيضا: يحدث ليلا في شقة الطلبة الجزء الأول
فرصة؟! كنت سأمنحك إياها لو بقي في قلبي مكان لجرح آخر لكن لم يعد هناك متسع ،
فإذا خذلتني ثانية سيكون الموت هو الملاذ الأخير لرجولتي قبل قلبي ،
أنا الذي تنازلت وتنازلت حتى تغمريني بلطفك وبحبك ، لا بل لم أكن أرغب سوى في وجودك لكنه كان أشد ألما من غيابك ،
فكيف تطلبين موتي هذه المرة أيضا بكل أنانية؟!
لا ، لن أتركك أبدا ، سأخبر القاضي الذي سيفرقنا أني لا أريد الإنفصال عن محبوبي وسأمنحك قلبي لقاء ذلك.
لم يعد لي حاجة بقلبك فلا مكان لي فيه.
بل كله لك ، بل إنه لم يتعلم الحياة إلا على يديك.
فهل تستحق فرصة؟!