مذكرات عاشقة
تقول : حبيبي
واعذر منادتي إياك حبيبي ، حاولت أبدأ مخاطبتك بعزيزي أو صديقي لكني لم أنجح.
غصبا عن أناملي وجدت قلمي يخط حبيبي
إغفرلي حبيبي فقلبي هو الذي يكتب!
قد تكون لا تعرفني جارنا العزيز
أنا تلك الفتاة التي تقطن أمامك ، نافذتها مقابلة لنافذتك.
كنت قبل أن ألقاك وتأتي للسكن أمامنا جريئة قوية الشخصية صلبة كالألماس ،
بجانب قدر عال من الجمال والأنوثة ، وقبل كل هذا أراعي حدود الدين والأدب.
لا أعلم ما حدث لي يومها؟!
شعرت بإنجذاب شديد نحوك ، خاصة أنك شاب رصين مهذب وسيم الملامح حلو القسمات.
أتعلم حبيبي؟!
كنت أعلق عيناي بنافذة حجرتك حتى وهي مغلقة.
كنت أراك دائما بخيالي ، وأنت منكب على مكتبك للعمل ، وأنت جالس وأنت متكأ على مضجعك.
كم خفق قلبي وأنت تفتح نافذة غرفتك؟!
كنت أشعر بنبضات قلبي ترتفع وتتحول لحفل صاخب فرحا وأنا أتأمل وجهك وأراقب تحركاتك الرشيقة وحتى قهوتك كنت أشم رائحتها.
كان مرحك يسعدني ، وقلقك يحزنني!
هل تصدق أنني أحفظ تفاصيل حجرتك عن ظهر قلب؟!
أدمنت الجلوس في غرفتي حتى والدتي لاحظت ذلك ،
لكني أردت قبل مصارحتها أن أتأكد من مشاعري تجاهك ،
لكن ماذا عنك؟!
تمسكت بالصبر وتحملت لوعة الإنتظار لأتأكد من مشاعرك.
كنت أقضي معظم وقتي أمام النافذة حتى رأيتك ذات يوم ممسك بيد حسناء أنيقة ،
وقد كانت ممسكة يديك بدلال ، حاولت أن أقنع نفسي أنها قريبتك.
تحققت هواجسي بأن تكون خطيبتك حين سمعت صوت زغاريد تملأ الحي ومزقت أنياط قلبي.
إنتابني يومئذ ذعر عجيب وقفزت من مقعدي وأخذت أدور في حجرتي التي بدأت بالضيق ،
يومها حاولت أن أبكي ولكنني لم أنجح ،
حاولت من شدة غضبي أن ألقي بنفسي من النافذة ، لكن منعني إيماني بالله.
إكتفيت بالجلوس منزوية على مقعدي مصدومة ، قد فقدت في تلك اللحظة أحلامي.
إقرأ أيضا: القصيدة اليتيمة
حبيبي!
صدقا لست أدري لم هزت الصدمة أعماقي هكذا؟!
قضيت ليلتي بأبشع ما تكون الليالي المظلمة ،
لم أذق طعم النوم لحظة.
وظل شبح زغرودة والدتك يتردد في أذني يذكرني بلحظة فقدانك.
أتدري؟!
ظللت أراقبك دوما وكنت أشتعل غيرة وغضب حين ألمح تلك الحسناء تأتي لزيارتك ،
لعنت قلة حيلتي ولعنت الظروف حتى تلك الجدارن الكئيبة التي تواري حزني وجرحي.
ولا أخفيك سرا!
قد فكرت بالشجار معها ، وكم تمنيت أن أضايقها وأشتبك معها وأفرغ فيها كل عذابي ومقتي اللامبرر تجاهها؟!
لكن منعني حينها شيئان أولهما طبيعتي التي تمقت العنف ولا ترضى الظلم.
ثانيهما قد خشيت أن أحزنك بهذا وأتسبب في ألمك ، تحملت كل هذا العذاب داخلي ،
كنت أتمزق حين أراكما معا.
كانت أعماقي تبكي وهي تتأبط ذراعك ، لكني تحملت.
وكان عزائي الوحيد لك هي تلك السعادة التي تبدو على محياك!
تحملت كل شيء حتى ذلك اليوم ، اليوم الذي رأيت فيه الأنوار تزيين شرفة منزلكم “نافذتك لي”.
أدركت وقتها أني لا أمتلك الحق فيك ، حتى في أحلامي ، قد كانت ليلة زفافك.
لا أدري هل كنت أصارحك منذ البداية ،
لكن كيف وأنت لم تشعر حتى بوجودي؟!
“الصمت قد يميت أشياء جميلة ، كذلك البوح قد يجلب خيبة أمل ثقيلة.