مراتب الناس في الصلاة
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﺧﻤﺴﺔ.
ﻣَﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﻈﺎﻟِﻢ ﻟﻨﻔﺴﻪ ، ﺍﻟﻤُﻔَﺮِّﻁ ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ
ﺍﻧﺘﻘَﺺ ﻣﻦ ﻭﺿﻮﺋﻬﺎ ﻭﻣﻮﺍﻗﻴﺘﻬﺎ ، ﻭﺣﺪﻭﺩﻫﺎ
ﻭﺃﺭﻛﺎﻧﻬﺎ.
ﻣﻦ ﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﻗﻴﺘﻬﺎ ﻭﺣﺪﻭﺩﻫﺎ ،
ﻭﺃﺭﻛﺎﻧﻬﺎ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻭﻭﺿﻮﺋﻬﺎ ،
لكنه قد ضيع مجاهدة نفسه بالوسوسة ، فذهب مع الوسواس والأفكار.
من حافظ على حدودها وأركانها ، وجاهد نفسه ﻓﻲ دفع الوسواس والأفكار ،
ﻓﻬﻮ ﻣﺸﻐﻮﻝ ﺑﻤُﺠﺎﻫﺪﺓ ﻋﺪﻭِّﻩ ؛ ﻟﺌﻼ ﻳﺴﺮﻕ ﺻﻼﺗﻪ ، ﻓﻬﻮ ﻓﻲ ﺻﻼﺓٍ ﻭﺟﻬﺎﺩ.
ﻣﻦ ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺃﻛﻤَﻞ ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ
ﻭﺃﺭﻛﺎﻧﻬﺎ ﻭﺣﺪﻭﺩﻫﺎ ،
ﻭﺍﺳﺘﻐﺮَﻕ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺣﺪﻭﺩﻫﺎ ﻭﺣﻘﻮﻗﻬﺎ ؛ ﻟﺌﻼ ﻳُﻀَﻴِّﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻴﺌﺎ ، ﺑﻞ همه ﻛﻠﻪ مصروف ﺇﻟﻰ ﺇﻗﺎﻣﺘﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ،
ﻭﺇﻛﻤﺎﻟﻬﺎ ﻭﺍﺗﻤﺎﻣﻬﺎ ، ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻐﺮﻕ ﻗﻠﺒَﻪ ﺷﺄﻥُ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻋﺒﻮﺩﻳﺔ ﺭﺑﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻴﻬﺎ.
ﻣﻦ ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻗﺎﻡ ﺇﻟﻴﻬﺎ
ﻛﺬﻟﻚ ، ولكن ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻗﺪ ﺃﺧﺬ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﻭﺿﻌﻪ ﺑﻴﻦ
ﻳﺪﻱ ﺭﺑﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ،
ﻧﺎﻇﺮًﺍ ﺑﻘﻠﺒﻪ ﺇﻟﻴﻪ ، ﻣﺮﺍﻗﺒﺎً ﻟﻪ ، ﻣﻤﺘﻠﺌﺎً ﻣﻦ ﻣﺤﺒَّﺘﻪ ﻭﺗﻌﻈﻴﻤﻪ ، ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺮﺍﻩ ﻭﻳﺸﺎﻫﺪﻩ ،
ﻭﻗﺪ ﺍﺿﻤﺤﻠَّﺖْ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﺳﺎﻭﺱ ﻭﺍﻟﺨﻄﺮﺍﺕ ،
ﻭﺍﺭﺗﻔﻌﺖ ﺣُﺠُﺒُﻬﺎ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺭﺑﻪ ،
ﻓﻬﺬﺍ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺃﻓﻀﻞ ﻭﺃﻋﻈﻢ ﻣﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺍﻷﺭﺽ ، ﻭﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﺻﻼﺗﻪ ﻣﺸﻐﻮﻝ ﺑﺮﺑﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ، ﻗﺮﻳﺮ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺑﻪ.
ﻓﺎﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﻭﻝ : معاقب ، والثاني : ﻣﺤﺎﺳَﺐٌ ،
والثالث : مكفر ﻋﻨﻪ ، والرابع : مثاب ،
والخامس : مقرب.
إقرأ أيضا: حال السلف مع الصلاة
ﻷﻥ ﻟﻪ ﻧﺼﻴﺒﺎً ﻣﻤﻦ ﺟُﻌِﻠَﺖْ ﻗُﺮَّﺓ ﻋﻴﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ،
ﻓﻤَﻦ ﻗَﺮَّﺕْ ﻋﻴﻨﻪ ﺑﺼﻼﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻗَﺮَّﺕْ ﻋﻴﻨﻪ
ﺑﻘﺮﺑﻪ ﻣﻦ ﺭﺑﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ،
ﻭﻗَﺮَّﺕ ﻋﻴﻨﻪ – ﺃﻳﻀﺎً – ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ،
ﻭﻣﻦ ﻗَﺮَّﺕْ ﻋﻴﻨﻪ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻗﺮﺕ ﺑﻪ ﻛﻞُّ ﻋﻴﻦ ،
ﻭﻣَﻦ ﻟَﻢ ﺗَﻘَﺮَّ ﻋﻴﻨﻪ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺗﻘﻄَّﻌَﺖْ
ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﺮﺍﺕ.
ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳَﺘﻘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻋﻠﻰ ﺣﻀﻮﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﻭﺍﺷﺘﻐﺎﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺮﺑِّﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺇﺫﺍ ﻗﻬَﺮ ﺷﻬﻮﺗﻪ
ﻭﻫﻮﺍﻩ ،
ﻭﺇﻻَّ ﻓﻘﻠﺐٌ ﻗﺪ ﻗﻬﺮﺗﻪ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ، ﻭﺃَﺳَﺮﻩ ﺍﻟﻬﻮﻯ ، ﻭﻭﺟَﺪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﻣﻘﻌﺪﺍً ﺗﻤﻜَّﻦَ ﻓﻴﻪ ، ﻛﻴﻒ ﻳﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺳﺎﻭﺱ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ؟!