مرضعات الجن
مرضعات الجن
الساعة الثانية بعد منتصف الليل ، بدأ الطفل بالصراخ بطريقة فظيعة ، استفاقت الأم وأخذت تهدئ فيه ، وتحاول أن ترضعه ولكنه يأبى.
حاولت الخروج به في البلكونة في الهواء الطلق ولكنه ظل يبكي بشدة ، ولونه متغير.
أيقظت زوجها وأخبرته أن الطفل أصابه شيء ما ، فظن أن شيئا ما قد لدغه من الحشرات ولكن جسده سليم ،
ظل على هذه الحالة لا يعلمون ما به حتى أذن الفجر ونزل الزوج يسأل أمه ،
فأمرته بالذهاب إلى الشيخ خالد فبيته في الشارع المجاور وهو يستيقظ ليصلي الفجر وسيجده مستيقظا.
ذهب هو وزوجته وأخذ الشيخ الطفل ونظر له وأخذ يتفحصه ، وقال للزوج :
إذهب إلى عمك عبد العزيز الجمَّال ، واطلب منه بعضا من لبن أي ناقة تكون قد ولدت حديثا ،
ولكن بشرط أن يكون أول مولود لها وستجد عنده أكيد لأن مزرعته كبيرة وبها الكثير من النوق.
أحضر الزوج اللبن وأتى للشيخ الذي قام بإحضار مجمعا من العسل وأخذ منه ملعقة وقلبها على اللبن ،
وأخذ ملعقة زيتا من زيت الزيتون وملعقة ملح وقلب الخليط بعضه ببعض ، وسقاه للطفل ،
وفجأة ظل الطفل يتأوه ويسعل بشدة حتى أخرج كل ما في معدته وإذا بقطع سوداء تشبه القطران الأسود ،
تخرج من بطن الطفل وهدأ الطفل وأعطاه الشيخ لأمه وقال لها : هل تركتِ ابنك أمس وحده؟!
قالت نعم لقد تركته بعد العشاء في الشقة ونزلت لأقضي لأم زوجي بعض الأشياء ولما سألتني عن الطفل ،
قلت لها أنه نائم فنهرتني وأمرتني بالصعود لشقتي.
قال الشيخ : يبدو أن ابنك استيقظ وظل يبكي فسمعته إحدى الجنيات التي فقدت ولدها ،
وأقبلت عليه ترضعه متمثلة في صورتك وهذا الشيء الأسود لبنها ،
ولا تتركي ولدك ثانية بمفرده فالأرض ليست لنا وحدنا ،
فهناك مرضعات الجن والمشبهون والناقمون والثكالى والتابعة وغيرهن يسيرون في الليل.
وعندما يسمعون بكاء طفل وحده يقبلون عليه وقد ينتقمن من أمه بسبب تركه وحده.