مريم القانتة
مريم ابنة عمران الصّديقة أحد النساء الكاملات المُبشرات بالجنة.
مَريم التي أعاذتها أمها من الشيطان الرجيم حين ولادتها فأعاذها الله.
مريم القانِتة العابدة في محرابها داعية.
مريم هي المرأة التي رزقها الله بكلمته وروحه.
مَريم التي عاشت في كنف الرحمن راضية مُخبتة له.
مريم الصدّيقة كلّما دخَل عليها خالها زكريا عليه السّلام وجد عندها رزقا قال لها : { يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ ) .
قَالَتْ : هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ.
مريم التي غَبطها خالها لحُسن نباتها ،
واصطفاء الله لها فدخَل بيته يدعو الرحمن أن يرزقه رزقًا كرزقها.
مريم عابدة طاهرة الذيل نقية القلب تقية الفعال.
هكذا كانت مريم ، وبهذا خلد ذكرها ، ولهذا كرمها ربها.
قال الله تعالى : وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا
فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا
وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ.
قال السعدي في تفسيره : واذكر مريم عليها السلام مثنيا عليها مبينا لقدرها شاهرا لشرفها ،
فقال جل جلاله : { وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا }
أي : حفظته من الحرام وقربانه ،
بل ومن الحلال ، فلم تتزوج لإشتغالها بالعبادة.
إقرأ أيضا: في سورة الجن شرح الله سبحانه وتعالى لنا قصة إسلام الجان
وحين جاءها جبريل في صورة بشر سوي تام الخلق والحسن ،
قال جل جلاله : قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا.
فجازاها الله من جنس عملها ورزقها ولدا من غير أب.
قال الله تعالى : { وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ }.
حيث حملت به وتكلم في المهد ، وبرأها مما ظن بها المتهمون ،
وأجرى الله على يديه من الخوارق والمعجزات ما هو معلوم ، فكانت وابنها آية للعالمين.