مزرعة الطماطم
كانت هناك حجرة كبيرة مليئة بتلك الكائنات الصغيرة الشيطانية تقوم بضرب بشر كأنهم عبيد ويجعلوهم يعملون في حمل وتعبئة محصول الطماطم.
لكن هناك شخص يجلس على كرسي كبير ومرتفع صدح صوته فور دخولهم ،
كان بشع المنظر أسنانه كبيرة ، لديه قدم تشبه الدجاجة ولونه أخضر قاتم ،
يمسك عصا كبيرة يأمر وينهي وهو يأكل بعض الأشياء مرة واحدة.
ليدفعهم شخص للأمام كي يقتربوا منه وهم يرتعدون من الرعب ،
لكنه كان أنثى وعلى رأسها يتكون شعرها الأشعث كأنه طفل جالس وله فم وعيون ، وإذا بها تبصق عليهم ،
وهي تأمر تابعيها بأن يأخذهم للداخل وسط صرخاتهم ليأخذهم مجموعة من الأقزام إلى حجرة داخلية ،
وهناك يجدوا بعض الأشخاص البشعة يجلسون أمام منضدة ليأخذوا واحدة تلو الأخرى ويتم تقيدها ،
ومن ثم يتم حياكة فمها عيونهم الخائفة تكاد تنطق من الرعب والخوف ويريدون الفرار وطلب عون المساعدة.
لكن هيهات فلا مفر اليوم تم أخذهم فمن سيعرض حياته للخطر.
يبدوا أن تلك اللحظة كانت بداية المعاناة فمن يدخل جحرهم ويغادر حيًا.
بعد حياكة فمهم ، حتى لا يتفوهوا أو إصدار أي صوت تركوهم يتألمون وينظرون لبعضهم البعض ،
وهم يبدلون ثيابهم لثياب رثة تشبه شكل الأقزام رائحتها كريهة ومليئة بالحشرات ، لكنهم سيلبسونها عنوة.
تم تقييدهم كأسرى الحروب ودفعهم للأمام وذهبوا في ممر طويل نهايته ظلام حالك مليء بالقاذورات ،
ليبدأوا في تجميع الأطعمة وهم ينظرون حولهم الجميع منغمس في العمل ،
وأقزام وبعض الرجال من البشر يقفون ويتربصون بأخطائهم.
في تلك اللحظة كانت هناك طفلة تبدوا بعمر الثانية عشرة تبكي بصمت بعد أن جرحت يدها ،
لم تكمل ما تفعله ليمسكها أحدهم ويجذبها من قدمها كأنها شيء لاأهمية له ،
ويرفعها عاليًا لتسقط في تلك الآلة الغريبة لتخرج دماء من جانبها ، والجانب الآخر عظامها المسحوقة.
إقرأ أيضا: لا أرجوك لا تفعلي بقلبي هذا
لم يرمش لهم جفن ينظرون لبعضهم البعض بعيون تائهة ،
في تلك اللحظة رأوا بعض من العبيد مثلهم يسكبون بعض من مادة غريبة على المسحوق ،
ومن ثم يضعون فيها الثمار الخضراء ويأخذونها ويضعونها في الدماء ، لتصبح حمراء طازجة وشهية.
ليفرغوا ما بجبعتهم وهم ينظرون باشمئزاز على ما عرفوه من صدمة كبيرة.
انتهى الدوام ليجتمعوا في غرفة صغيرة الجميع في حالة صمت ينظرون للفراغ ، حتى يغطون في سبات من التعب ،
لكن ميار وفاطمة كانوا يتحدثون مع بعضهم البعض بكتابة ما يريدون قوله ، لتقترب منهم بسنت وهي ممسكة بثيابها ،
وتريهم هاتفها الصغير الذي تحمله دومًا معها بعيد عن أغراضها ليفرحوا جميعًا ويرسلون بعض الرسائل وموقعهم للأهل ،
ومن ثم وجدوا ثلاثة من الأقزام فوقهم ليمسكوهم بقوة وهم يريدون الهرب يدافعون عن أنفسهم بأن يضربوهم ،
لكنهم لا يشعرون بشيء حتى خارت قواهم.
ظنوا أنها النهاية ، وسوف يلقونهم في تلك الآلة لكن لم يحدث ذلك ، بل قيدوهم وجعلهم يأكلون من فضلاتهم التي يخروجنها كانت مقززة ،
يتحدثون بلغة غير مفهومة الهاتف تم كسره ، ولا أحد يعلم هل سيبحث عنهم أحد أم لا.
في الخارج قد مر عام على إختفائهم وتوسعت المزرعة وكان هناك طلبة جدد يذهبون إلى التدريب ،
لكن كان التحذير الأكبر قبل قفل البوابة يجب مغادرة المكان على الفور.
استمر الوضع لمدة أربعة أيام ، وفي اليوم الخامس كانت هناك مجموعة من الزائرين للمزرعة ،
مندهشين من تواجد الطماطم طوال العام وبنفس الجودة وكان من بينهم فتى يبلغ من العمر خمسة عشر عامًا.
إقرأ أيضا: الأخوين وقصر الفضة الجزء الأول
تركهم وذهب خلف حائط ليرى حفرة في الأرض تختلف ارتفاعها من مكان لأخر ليلتقط لها فيديو ، ثم عاد للمجموعة مرة أخرى.
في الأسفل مضى أسبوع على حالتهم خسروا الكثير من الوزن حالات وفاة كل يوم ،
كانوا يأكلون جثث الموتى من شدة الجوع يسارعون على البقاء على قيد الحياة ، لديهم أمل بأنهم سيخرجون من هنا.
يتزايد عدد البشر الذين يعملون ويأتي أُناس جدد ، ويتم سحق القدامى الذين لا يقوون على العمل ،
ويستخدموا عظامهم كالسيوم للتربة مما يزيد من إزدهار ونمو المحصول.
أثناء تواجدهم في الغرفة رأت أميرة عنكبوت صغير هنا تذكرت ذاك المرض الناتج من العنكبوت ،
ويسمى “سوس التيترانيكوس هو سوس العنكبوت الصغير الذي يهاجم العديد من المحاصيل ، بما في ذلك الفلفل والطماطم.
تقضي العناكب الشتاء في حطام الأوراق وتهاجم الطماطم خلال الظروف الجوية الحارة والجافة.
يهاجم العث أوراق الشجر ليتغذى عليها ، مما يتسبب في تلون أصفر أو ذبول بني برونزي يشبه التلف الناتج عن اللهب.
قد نلاحظ أيضًا وجود أنسجة متشابكة بين أوراق الشجر.
لذا قررت أن تحتفظ به ، وأثناء عملهم تضعه في المحصول كي يتلفه ،
وتعلم جيدًا أن تلك الأقزام تهاب الحشرات وكل ما يؤذي محصولهم.
لم تخبر سوى بسنت واتفقوا على خطتهم ، وفي الصباح ذهبوا باتجاه المحصول وتركته من يديها ،
كي يخترق ويدخل بداخل ملابس القزم الأكبر والحاكمة التي لم تشعر به على الإطلاق.
مر يومين وبدأت تذبل ويضعف جسدها ، وكان هذا التوقيت المناسب كي يتم مفعول المرض ،
وبمرض الأم المحصول أصبح يضعف ويظهر عليه علامات المرض.
كان المكان يكثر عليه الخوف ، وتأثر المحصول ولم تعد المزرعة كسابق عهدها ومرت أسابيع ،
فجأة ركض اثنين من الأقزام تجاه المجموعة ، وألقوا القبض عليهم بعض أن علموا أنهم الفاعلين في تلك اللحظة ،
كانت بسنت قطعت حياكة فمها هي وأصدقائها وظلوا يصرخون ، حتى صوتهم قد ظهر للأعلى.
ليبحث الجميع عن مصدر الصوت.
في الأسفل كانت السوس تمكنت من المحصول ، وهم يضربونهم على وشك الموت ،
ليشعروا بأن هناك شيء يخترق الأرض لينظروا جميعًا لأعلى وينادي قزم بصوت مخيف بكلمات غريبة ،
جعلتهم يركضون في حالة هرج ومرج ويجعلهم يضغطون على البشر ويقتلهم لينفتح جزء من السقف وينصدموا مما رأوه.