مسائل وأحكام تتعلق بالصيام
فهذه مسائل وأحكام تتعلق بالصيام من كتب أهل العلم ، وأفردتها على هيئة مسائل مختصرة ، حتى تعم الفائدة.
مسألة ( ١ )
الصيام لغة : الإمساك.
وشرعا : هو الإمساك عن سائر المفطرات من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس مع النية.
مسألة ( ٢ )
يعتبر صيام رمضان من أفضل العبادات لإجتماع أقسام الصبر الثلاثة فيه :
صبر على طاعة الله ، وصبر عن معصية الله ،
وصبر على أقدار الله المؤلمة.
مسألة ( ٣ )
الصوم منه ما هو فرض كصوم رمضان وقضائه ، وواجب أداءه كالكفارات والنذور ، ونافلة كصوم التطوع.
مسألة ( ٤ )
الصيام فرض واجب على كل مسلم بالغ عاقل قادر مقيم ، وفي حق المرأة يضاف أن تكون سالمة من الموانع ( حيض أو نفاس ).
مسألة ( ٥ )
صيام رمضان دلت على فرضيته أدلة الكتاب والسنة والإجماع ومن جحد فرضيته فقد كفر.
مسألة ( ٦ )
فُرض رمضان في شهر شعبان من السنة الثانية من الهجرة وصام النبي صل الله عليه وسلم تسع رمضانات بالإجماع.
مسألة ( ٧ )
كان الواجب إبتداء صيام يوم عاشوراء ولما فرض صيام رمضان صار صيام يوم عاشوراء مستحبا ،
وصيام رمضان على التخيير من شاء صام ومن شاء أطعم.
إقرأ أيضا: كان المنادي يتجول في الشوارع وهو ينادي ويقول
ولما نزلت {فمن شهد منكم الشهر فليصمه } وجب على الجميع الصيام ولا يطعم إلا من كان عاجزا عن الصوم.
وكان أول الصوم يصوم الناس من بعد العشاء الآخرة إلى آذان مغرب اليوم الثاني أو إذا نام أحدهم قبل أن يفطر عند الإفطار.
ﻭﺇﻥ قيس ﺑﻦ ﺻﺮﻣﺔ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﺋﻤﺎ ﻓﻠﻤﺎ ﺣﻀﺮ اﻹﻓﻄﺎﺭ ﺃﺗﻰ إمرأته ﻓﻘﺎﻝ : ﻫﻞ ﻋﻨﺪﻙ ﻃﻌﺎﻡ؟
ﻗﺎﻟﺖ : ﻻ ﻭﻟﻜﻦ إﻧﻄﻠﻖ فاطلب ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻮﻣﻪ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻐﻠﺒﺘﻪ ﻋﻴﻨﻪ ﻓﺠﺎءﺗﻪ إﻣﺮﺃﺗﻪ ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﺗﻪ ﻗﺎﻟﺖ :
ﺧﻴﺒﺔ ﻟﻚ ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻓﻠﻤﺎ إﻧﺘﺼﻒ اﻟﻨﻬﺎﺭ ﻏﺸﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺬﻛﺮ ﺫﻟﻚ ﻟﻠﻨﺒﻲ صل اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻨﺰﻟﺖ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ
{ﺃﺣﻞ ﻟﻜﻢ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﺼﻴﺎﻡ اﻟﺮﻓﺚ ﺇﻟﻰ ﻧﺴﺎﺋﻜﻢ ﻫﻦ ﻟﺒﺎﺱ ﻟﻜﻢ}
ﻓﻔﺮﺣﻮا ﺑﻬﺎ ﻓﺮﺣﺎ ﺷﺪﻳﺪا {ﻭﻛﻠﻮا ﻭاﺷﺮﺑﻮا ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺒﻴﻦ ﻟﻜﻢ اﻟﺨﻴﻂ اﻷﺑﻴﺾ ﻣﻦ اﻟﺨﻴﻂ اﻷﺳﻮﺩ ﻣﻦ اﻟﻔﺠﺮ}
رواه البخاري عن البراء مرفوعا.
فصار حينئذ يصوم الناس من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس.
مسألة ( ٨ )
سمي رمضان بهذا الإسم لارتماض الناس فيه من الجوع والحر ومقاسات الشدة ، وقيل لأنه يرمض الذنوب ويغفرها الله للعبد.
مسألة ( ٩ )
يجوز أن يقال شهر رمضان ويجوز أن يقال رمضان دون إضافة شهر ،
وحديث ” لا تقولوا رمضان فإن رمضان اسم الله ” حديث لا يثبت.
ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ صل اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :
«ﺻﻮﻣﻮا ﻟﺮﺅﻳﺘﻪ ﻭﺃﻓﻄﺮﻭا ﻟﺮﺅﻳﺘﻪ ﻓﺈﻥ ﻏﻢ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻓﺄﻛﻤﻠﻮا ﻋﺪﺓ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﺛﻼﺛﻴﻦ»
متفق عليه.
إقرأ أيضا: ذهب أبو العاص بن الربيع إلى النبي صل الله عليه وسلم قبل البعثة
مسألة ( ١٠ )
يجب صيام شهر رمضان عند رؤية هلاله أو إتمام شهر شعبان ثلاثين يوما ،
ولا يدخل الشهر بطريقة الحساب وإنما يدخل برؤية الهلال.
قال العلامة إبن باز رحمه الله :
ﻻ ﻳﺠﻮﺯ إعتماد اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ ﻭﻫﻮ اﻟﺤﺴﺎﺏ ﻓﻲ اﻟﺼﻮﻡ ﻭاﻟﻔﻄﺮﺓ ؛ ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺨﺎﻟﻒ اﻷﺣﺎﺩﻳﺚ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ، ﻭﺇﻧﻤﺎ اﻟﻌﻤﺪﺓ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺅﻳﺔ»
مجموع فتاوى ابن باز
( ج ١٥ / ١١٩ )
مسألة ( ١١ )
في فتاوى اللجنة الدائمة
( ج ١٠ / ٩٩ – ١٠٠ )
الفتوى رقم : ٣١٩ ونصها :
«ﺗﺠﻮﺯ الإﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺂﻻﺕ اﻟﺮﺻﺪ ﻓﻲ ﺭﺅﻳﺔ اﻟﻬﻼﻝ ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ الإعتماد ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻠﻮﻡ اﻟﻔﻠﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺑﺪء ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ اﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﺃﻭ اﻟﻔﻄﺮ ؛
ﻷﻥ اﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﻳﺸﺮﻉ ﻟﻨﺎ ﺫﻟﻚ ، ﻻ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻭﻻ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ ﻧﺒﻴﻪ صل اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ،
ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺷﺮﻉ ﻟﻨﺎ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺑﺪء ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﻧﻬﺎﻳﺘﻪ ﺑﺮﺅﻳﺔ ﻫﻼﻝ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﺪء اﻟﺼﻮﻡ ﻭﺭﺅﻳﺔ ﻫﻼﻝ ﺷﻮاﻝ ﻓﻲ اﻹﻓﻄﺎﺭ ،
والإجتماع ﻟﺼﻼﺓ ﻋﻴﺪ اﻟﻔﻄﺮ ﻭﺟﻌﻞ اﻷﻫﻠﺔ ﻣﻮاﻗﻴﺖ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭﻟﻠﺤﺞ ،
ﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻮﻗﺖ ﺑﻐﻴﺮﻫﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺎﺩاﺕ ﻣﻦ ﺻﻮﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭاﻷﻋﻴﺎﺩ ﻭﺣﺞ اﻟﺒﻴﺖ ،
ﻭاﻟﺼﻮﻡ ﻓﻲ ﻛﻔﺎﺭﺓ اﻟﻘﺘﻞ ﺧﻄﺄ ﻭﻛﻔﺎﺭﺓ اﻟﻈﻬﺎﺭ ﻭﻧﺤﻮﻫﺎ.
مسألة ( ١٢ )
قال العلامة ابن باز – رحمه الله –
ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺭﺁﻩ – يعني الهلال – ﺃﻥ ﻳﺒﻠﻎ اﻟﺠﻬﺎﺕ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺪﺧﻮﻝ ﻭاﻟﺨﺮﻭﺝ»
مجموع فتاوى ابن باز
( ج ١٥ / ٧٢ ).
مسألة ( ١٣ )
إذا رأى الهلال أهل بلدة لزم بقية البلدان الصوم إن كان المطلع واحد.
مسألة ( ١٤ )
يثبت دخول الشهر بشهادة رجل عدل وإن كان رجلان فأوكد ويخرج بشهادة رجلين عدلين.