مشركون هم الذين أوصلوا الطعام للمسلمين المحاصرين في شعب أبي طالب
مشرك حينئذ ذلك الذي أوصل أم سلمة إلى المدينة يوم هجرتها ليحميها من أي إيذاء في طريقها قد يعرض لها.
ومشركة حينئذ هذه التي أنقذت زينب بنت النبي من أيدي المشركين يوم خروجها من مكة ،
وسبتهم سبة حكاها التاريخ لأنهم تعرضوا لامرأة غاب عنها أهلها.
ومشرك هذا الذي منعته مروءته أن يكشف عن مكان النبي يوم الهجرة ، فيربح مائة ناقة بل ودله على طريق المدينة بنفسه.
ومشرك بل كبير المشركين ذاك الذي رفض تسور بيت النبي صل الله عليه وسلم يوم الهجرة قائلا :
حتى لا تتحدث العرب أن أبا الحكم روع بنات محمد بالليل.
في حين أن الذي يحاصر أخاه حتى يهلك جوعا وعطشا مسلم.
ومسلم كذلك هذا الذي يسمع آهات المدمدمين من نار القصف ، أو الصارخين من تحت الهدم ، ولا تهتز من أجلهم في جسمه شعرة!
ومسلم كذلك ، هذا الذي منع الغطاء طوال شتاء قارس كامل عن شيوخ في السبعين من عمرهم مسلم.
والذي عذب شبابا حتى مسهم الجنون من فرط التعذيب مسلم.
والذي يرى الآلاف يحرمون من علاجهم ومداواتهم حتى ماتوا أمام عينيه دون أدنى تألم منه مسلم.
الذي منع الزيارة عن المعتقلين حتى في بعض أيام العيد مسلم.
والذي يمنع إمرأة من مس يد زوجها ، وأطفالا من الإرتماء في أحضان أبيهم طوال أكثر من عشر سنوات مسلم.
والذي يعزل أناسا في سجون انفرادية قاسية البرودة والحرارة ، حتى هزلت أجسامهم وظهرت عظامهم مسلم!
الذي يعتقل الآن أكثر من مائة إمرأة حرة ما بين طالبة في الثانوية وجدة ستينية ،
بلا ذنب ولا جريرة غير مراع لضعفهن لسنوات طوال عضال مسلم!
إقرأ أيضا: مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّه
ترى ، أي انحطاط هذا الذي أصاب هؤلاء حتى صاروا لا يساوون غبارا في نعل كافر سبقهم حتى في أبسط معاني المروءة.
ما أظن نار الله ستمتلئ يوم القيامة من قليل ،
وما أظن النبي صل الله عليه وسلم سيطرد الكثيرين عن الحوض ،
إلا لأنهم وصلوا لحد جعله لا يشفق عليهم من عطش أو حر.
يا لحظكم يا أهل شعب أبي طالب ، فقد رقت لكم قلوب المشركين حتى أطعموكم وأخرجوكم.