مع أن زواجي كان كما يقال عنه زواج صالونات لكني كنت أرى نفسي محظوظة بزوج يعاملني دوماً برفق ولين ،
ويحترمني عندما نكون وحدنا أو بين الناس ، لكن أمه كان حالها كحال أغلب أمهات الأزواج ، تراني قد سرقْتُ إبنها منها ؛
وعلى الرغم من محاولاتي لتصحيح المفهوم الخاطئ الذي تعشش بعقلها ، لكني كنتُ كمن يحاول النقش على الماء ،
فكانت تسعى أن تشوه صورتي أمام زوجي لكنها تفشل دوماً ، لحين إستطاعت بمكر الثعالب أن تحيك قصة ، جعلَتْ زوجي يطلقني.
أهدتها إبنتها خاتماً من الذهب بمناسبة عيد الأم ،
وبعد بضعة أيام أخبرتنا أنها ستذهبُ لتنام عند إبنتها وستعود في اليوم الذي يليه كما اعتادت ،
وعندما عادت دخلت غرفتها لتبدّل ثيابها وخرجت تصرخ قائلة :
لقد سُرِقَ خاتمي.
خرجنا أنا وزوجي مذعورين ، فقلتُ لها :
إبحثي بينَ ثيابك ، فربما قد سقط منك ، أو أخذتيه معك بدون أن تنتبهي وضاع.
فانفجرت بوجهي قائلة :
لقد وضعته بيدي في الخزانة ، وتأكدْتُ منه قبل ذهابي ، ولا أحد في المنزل سواك ،
إذاً أنتِ السارقة ، قررتي أن تسرقيه مني ، وتلقي اللوم علي بأني أنا التي لم أنتبه له.
لم أستطع تمالك نفسي وانهالت دموعي وأنا أحلف لها بأنَّ لا علاقة لي ، لكن عندما مثَّلَتْ بأنها قد أُغمِي عليها ،
إنفجر زوجي بوجهي وقال إن أمي ستموت بسبب سرقتك ، إذهبي لمنزل أهلكِ فأنتِ طالق.
إقرأ أيضا: سألوا الملياردير بيل غيتس
لكن شاءت الأقدار أن تظهر براءتي بعد بضعة أيام ، عندما خرج زوجي من العمل قبل وقته المحدد لأول مرة في حياته ،
فقد كان يعاني من صداع شديد ، دخلَ المنزل بهدوء خشية أن تكونَ أمه نائمة ويوقظها ، فسمعها تتحدث على الهاتف مع إبنتها :
وأخيراً إستطعتُ أن أجعلَ أخيك يطلق زوجته ، وعاد الخاتم لي بعد أن أهديتيني إياه في اليوم التالي على أنه واحد آخر.
لم يستطع أن ينطقَ بكلمة وخرج من المنزل يسير بدون أن يدري لأين ستأخذه قدماه ،
وبعد أن هدَأَتْ أعصابه عاد إلى المنزل في المساء كي يواجه أمه وأخته بما حصل ، وعندما سمع صراخ أمه وبكاء أخته ،
فدخل خلسة كي يستمع لكلامهما فسمع أخته تقول :
لقد اشتريتُ لكِ الخاتم بدون علم زوجي من نقود كثيرة كان يدخرها في الخزنة وكنتُ قد عرفت كلمة السر بدون أن ينتبه ،
ولم أعتقد أنه سينتبه إلى المبلغ الناقص فهو كثير بالمقارنة مع الموجود ، لكنه إنتبه للمبلغ وقال لي أني سارقة وطلّقني ،
مع أني أخبرته ماذا فعلتُ بالمبلغ الناقص لكنه كان مُصرَّاً على أني سارقة.
لم يكلمهما بل خرج مهرولاً لمنزل أهلي ، وعندما فتح أبي الباب ، إنهالت دموعه وهو يرجوه أن يُحادثني ثمَّ أخبره بكل ما حدث ،
وأنه يريدُ أن يُعيدني إليه فقال أبي له ذات الكلام الذي قلته أنا :
حتى لو عُدْتَ نادماً ، فأنتَ لستَ أهلاً بأن تصونَ بنات الناس ، لقد شَكَكْتَ بأخلاقها وطلقتها مرةً كانت كفيلة بأن لا تعود إليك البتة ،
فلن تجد إبنتي معك الأمان إطلاقاً والزواج بلا أمان لا داعي للإستمرار به.