مع مرور الليالي وبدء الفتور المعتاد ، ستجد أن نفسك تدعوك كل ليلة من الليالي القادمة للراحة والكسل ،
وتدعوك الدنيا لمشاغلك تارة ولزينتها تارة ولهمومك تارة.
ويدعوك هواك لشيء من اللذة العاجلة.
يجتمع عليك هؤلاء في ليال إذا ذهبت إحداهن فلن تعود إلا بسطور مكتوبة تشاهدها يومًا تكثر فيه الحسرات.
نصيحة لي ولكم : مهما بلغ بك الجهد وثقلت عليك الطاعة وتمنعت نفسك ؛
لا تدع ليلة من هذه الليالي تمر إلا وقد أودعتها شيئا من العمل ؛
ركعات تركعها ، صفحات من كتاب الله ، تسبيحات ، صلوات على رسوله.
هذه أعمال مهما بدت يسيرة فلن نَقْدرها حق قدرها ، إلا ساعة تطاير الصحائف ورجفة القلوب وذهاب الأنفس حسرات.
المهم لا تدع ليلة تذهب سدى ، فوالله لن تعود ، فارحم نفسك من حسرة الفوات.
يقول إبن الجوزي : إن الخيل إذا شارفت نهاية المضمار بذلت قصارى جهدها لتفوز بالسباق ،
فلا تكن الخيل أفطن منك! فإنما الأعمال بالخواتيم.
فإنك إذا لم تحسن الإستقبال لعلك تحسن الوداع.