مغترب مقيم في السعودية يقول
أخذني كفيلي لتوزيع زكاة ماله
ذهبنا إلى خط الساحل حيث القرى الفقيرة.
كانت اﻷموال موزعة في ظروف
كل ظرف فيه 5000 ريال.
عندما خرجنا من إحدى القرى إلى خط جدة جيزان ، وإذا برجل عجوز لكن شديد وصحته قوية.
عمره 70 سنه أو أكثر يمشي على الخط العام
قال صديقي : هذا وش يسوي في هذا المكان
في هذا الوقت في الصحراء؟
قال السواق : أكيد يماني داخل تهريب.
وقفنا عند الرجّال وسلّمنا عليه
من وين اﻷخ؟
قال : من اليمن
وين رايح؟ قال :مشتاق إلى بيت الله
قلنا له : داخل نظامي؟
قال : ﻻ والله تهريب.
ليش ما دخلت نظامي؟
قال : ﻻزم أدفع 2000 ريال تأمين
وأنا ما عندي إﻻ 200 ريال.
ركبت ب 100 ريال وباقي 100 ريال.
صديقي : طيب يا عم.
كم لك وأنت تمشي؟ قال : 6 أيام
أنت : فاطر؟
قال : ﻻ صائم.
صديقي : طيب أنت تجاوزت على أكثر من 5 نقاط تفتيش أمنية ، كيف تجاوزتها؟
قال : والله الذي ﻻ اله إﻻ هو
آني أمر من عندهم وما في أحد كلمني.
أنا : إنت جاي تشتغل؟
قال : ﻻ والله أنا جاي مشتاق إلى بيت الله
أبغي أسوي عمرة.
صديقي : الدوريات ما قبضوا عليك
وأنت ماشي في الخط؟
قال : قبل نصف ساعة مسكتني دورية
قبل مسافة 50 كلم وجابتني عند القسم
على بعد 1 كلم من هنا ،
لكن سألوني أين أنت ذاهب.
إقرأ أيضا: قصة حقيقية حدثت في الرياض
وحلفت لهم بالله أني أبغى بيت الله وأطلقوا سراحي.
قلت في نفسي سبحان الله ربي جهز لك رجال اﻷمن ينقلونك بسرعة إلى هذا المكان حتى
ييسر الله ،
لك قام صديقي وأعطاه ظرفين وقال :
خذ هذه زكاة المال.
أخذها الرجال وقال : جزاكم الله خير
طبعا هو ما يدري كم المبلغ
إلي في كل ظرف.
فسألته : أنت تعرف العملة السعودية؟
قال : نعم.
قلت طيب إفتح الظرف وخبي الفلوس في حزامك لكي لا تضيع.
فك الظرفين يوم شاف الفلوس 10000 ريال نظر إلينا
وقال : أكلها لي؟
قلنا : نعم لك.
الرجل سقط في السيارة
في حالة إغماء.
نزلنا من السيارة وجلسنا نرشه بالماء
وهو يصيح : هذه الفلوس كلها لي ،
هذه الفلوس كلها لي.
وجلس يبكى بكاء ، يبكي الحجر.
المهم صديقي قال : دعونا نوصله للأمام قليلا.
وطلع معانا في السيارة وبعد ما إستراح الرجل قليلا.
سألته : يا عم لماذا هذا البكاء الشديد؟
قال أنا عندي بيت في اليمن
وعندي قطعة أرض جنب البيت
وهبتها لله ،
وبنينا عليها مسجد أنا وعيالي من الحجر والطين.
المسجد إنتهى من البناء
لكن كان باقي الفرش
وأشياء بسيطة.
وكنت جالس أفكر كيف أفرش هذا المسجد؟
صراحة كلنا بكينا بكاء عجيب
وتذكرت قول النبي صل الله عليه وسلم
من كان همّه اﻵخرة جلبت له الدنيا بحذافيرها.
وقوله صل الله عليه وسلم :
من كانت اﻵخرة همه جعل الله غناه في قلبه
وجمع له شمله ، وأتته الدنيا وهي راغمة ،
ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله.
ولم يأته من الدنيا إﻻ ما قُدّر له.
عندها أشرت لصديقي أن يعطيه زيادة
فأعطاه ظرفين زيادة ، ليصبح المبلغ 20000 ريال.
وقبل أن ينزل الرجل من السيارة
كان يتمتم ويدعو وهو يبكي
وتذكرت حديث الحبيب النبي صل الله عليه وسلم :
لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير ، تغدو خماصاً وتروح بطانا.