من أجمل قصص العلماء
لما بلغ الشيخ الطبرسي سن الكهولة أصابته السكتة القلبية فأخذوه وغسلوه وكفنوه ثم شيعوه إلى قبره ودفنوه ،
ثم طينوا عليه قبره وانصرفوا.
وفي الليل أفاق الطبرسي من غشيته!
وعاد قلبه إلى الخفقان! بقدرة الله تعالى.
فنظر حوله فوجد ظلمة دامسة ولمس الجدار فعرف أنه في القبر.
فبدأ يصيح ويصرخ ولكن لا أحد يسمعه ، ثم حاول أن يحفر الجدار بأظافره فلم يستطع ،
فجلس يدعوا الله ويتوسل إليه أن ينقذه من هذه البلية ونذر على نفسه إن أخرجه الله من القبر أن يؤلف كتابا كبيراً في تفسير القرآن.
تمت إرادة الله حين جاء في تلك الليلة أحد النباشين ،
يريد أن يحفر القبر ليسرق كفن الطبرسي الذي كان ثمينا.
وكان النباش قد أحضر معه معولا ، فبدأ يحفر في القبر حتى صنع فجوة وحين مد يده ليدخل ،
وإذا بيد تمسكه من الداخل إنها يد الطبرسي الذي استجاب الله دعاءه ،
فذعر السارق وبدأ يصرخ ويولول فطمأنه بأنه حي مثله وأنه لا لزوم للخوف ،
وطلب منه أن يوصله إلى بيته مقابل جائزة كبيرة.
فقام النباش بلفه بالكفن جيدا وحمله على ظهره حتى أتى منزله في الليل فدق عليهم الباب ،
فاستغربوا مجيء شخص في مثل هذا الوقت.
فخرجت زوجته تسأل من الطارق؟ فقال لها النباش خذي زوجك إنه حي!
قالت أين هو؟قال هو معي!
فلما سمعت المرأة بذلك غشيت وارتمت على الأرض ، ثم أدخلوا الطبرسي وألبسوه بعدها.
أعطى الطبرسي النباش الكفن ووهب له مالا كثيرا وتاب النباش على يده.
إقرأ أيضا: سارع بالخيرات
ومنذ تلك الليلة لم يخرج الطبرسي من داره حتى وفى بنذره وشرع في تأليف كتاب
“مجمع البيان في تفسير القرآن”
الذي يعتبر من الكتب المعتمدة عندنا في تفسير القرآن.
رحمهُ الله وأجزل له الجزاء.
الحكمة :
إن الإنسان إذا كان أمله بالله كبيرا فإن الله يبعث له من يخلصه في أحرج المواقف. هح