من أكثر قصائد العرب حزنا
مرثية مالك بن الريب
تَذَكَّرتُ مَن يَبكي عَلَيَّ فَلَم أَجِد
سِوى السَّيفِ وَالرُّمحِ الرُدَينِيِّ باكِيا
وَأَشقَرَ مَحبوكٍ يَجُرُّ عَنانَهُ
إِلى الماء لم يَترُك لَهُ المَوتُ ساقيا
يقاد ذَليلاً بَعدَما مات رَبُّهُ
يُباعُ بِبَخسٍ بَعدَما كان غاليا
وَلَكِن بِأَكنافِ السُمَينَةِ نسوَةٌ
عَزيزٌ عَلَيهِنَّ العيشَةَ ما بِيا
صَريعٌ على أَيدي الرِجالِ بِقَفرَةٍ
يُسَوُّونَ لحدي حَيثُ حُمَّ قَضائِيا
وَلَمّا تَراءَت عِندَ مَروٍ منيتي
وَخَلَّ بها جسمي وَحانَت وَفاتِيا
أَقولُ لأَصحابي اِرفَعوني فَإِنَّهُ
يَقَرُّ بِعَيني أَن سُهَيلٌ بَدا ليا
فيا صاحِبَيْ رحلي دنا المَوتُ فَانزِلا
بِرابِيَةٍ إِنّي مُقيمٌ لَيالِيا
أقيما عَلَيَّ اليَومَ أو بَعضَ لَيلَةٍ
ولا تُعجِّلاني قَد تَبَيَّنَ شانِيا
وقوما إذا ما استُلَّ روحي فَهَيِّئا
لِيَ السّدرَ وَالأَكفانَ عِندَ فَنائِيا
وَخُطّا بِأَطرافِ الأَسِنَّةِ مَضجَعي
وَرُدَّا على عَينَيَّ فَضلَ ردائيا
ولا تَحسداني بارَكَ اللَّهُ فيكُما
مِنَ الأَرضِ ذاتَ العَرضِ أَن توسعا ليا
خذاني فَجُرّاني بثوبي إِلَيكُما
فَقَد كُنتُ قَبلَ اليَومِ صَعباً قيادِيا
مالك بن الريب التميمي :
شاعر من بني مازن بن عمرو بن تميم ،
وكنيته أبو عقبة ،
نشأ في نجد وهو أحد فرسان بني مازن.
وكان شابا شجاعاً فاتكاً لا ينام الليل إلا متوشحاً سيفه ،
ولكنه إستغل قوته في قطع الطريق هو وثلاثة من أصدقائه ،
لازَمَ شظاظاً الضبي ، الذي قالت عنه العرب (ألصُّ من شظاظ).