من النظرة الأولى لها علمت أنها متكبرة

من النظرة الأولى لها علمت أنها متكبرة ومتعجرفة لا تحدث أحدا ولا تلقي السلام على أحد ، حق لها ذلك!

جمالها مبهر جدا ويخطف حتى أنظار ضعاف البصر ، هذه كانت صفات ابنة الساكن الجديد بحيّنا المهندس المعروف “أحمد طاهر”.

مع مرور الوقت انطفأت هالة الأنوار التي تحيط بها ، الكل كره غرورها ، وتعنتها.

بعد مرور سبع سنوات من إقامتهم بالحي ؛ كنت قد تناسيت أمرها تماما لولا حديث أحد الأصدقاء عنها بالمقهى الذي كنا نجلس فيه ،

أجمع الكل على جمالها الصارخ ، كما أجمعوا على غرورها غير المرغوب فيه.

في اليوم الثاني ؛ فوجئت بظهورها في أول الشارع الذي أعمل فيه ، لم أنظر إليها ، كم أمقت الكبر.

فجأة لمحتها تركع على ركبتيها وتضع خاتما كانت تلبسه في يد طفلة من أطفال الشوارع ، ثم قَبْلتها وانصرفت.

بعد تلك الحادثة بأيام ؛ كانت عائدة من جامعتها في وقت متأخر من الليل ،

فجأة ظهرت عجوز بلهاء من سكان الحي كلنا نعلم الخبل الذي أصاب عقلها بعد وفاة ابنها قبيل زفافه بأيام ،

لدرجة أن نصف سكان الحي يتجنبونها ويمتنعون عن الحديث إليها!

قالت لها العجوز في رجاء “ابني العريس لم يرجع حتى الآن ، الوقت تأخر ساعديني في العثور عليه.

وضعت يدها في يد العجوز وقالت بقلق هيا نبحث عنه ، بعد ساعة من البحث قالت للأم بأسف :

سنكمل البحث في الصباح ربما يأتي آخر الليل ، سأكتب منشورا مطولًا عن غيابه اطمئني لن أهدأ حتى أعثر عليه.

قالت العجوز بابتسامة عندما يعود سأزوجك إياه ، ردت صاحبتنا قائلة في تمني : ليته يرضى بي عروسا له!

وانصرفت وهي تواري دموعا كادت أن تسقط.

قلت في نفسي ؛ الكل يتحدث عن جمال وجهك ولا أحد فينا يعرف جمال قلبك ، لكن يكفيك بأنّ الله يعرف.

إقرأ أيضا: لست بكل هذا التعقيد الذي يبدو لك الآن

Exit mobile version