من قتل يقتل ولو بعد حين
من قتل يقتل ولو بعد حين
في إحدى المدن لا داعي لذكر اسمها كان من عادات تلك البلد أنه عند موت شخص يشيعون جثمانة لأول المقابر ولا يدخل أي شخص من البوابة سوى أربعة أشخاص منهم ،
الشيخ الذي يشرف على الدفن ، وحارس المقابر واثنين من المقربين للميت الذين لا يهابون رؤية ما يظهر بداخل المقابر.
في تلك البلدة كانوا لا يمرون من جوار المقابر جعلوها بعيدة عن منازلهم ،
لأنهم يعلمون جيدا بأن هناك عالم آخر بداخل تلك القبور ، ومع تزامن الأصوات التي يسمعونها ليلًا.
أما حارس المقابر كان هذا الشخص يختارونه بعناية فائقة لا يخاف ويخشع لله يأتي الليل لا يتخطى حدودة سوى للضرورة ،
لكن ذاك الحارس الجديد قام بتسريب بعد الأخبار التي تحدث بعد منتصف الليل ،
فيقول أن هناك أرواح تطفو وصوت صرخات تتعذب ويرى دخان كثيف وأشخاص يجلسون وأطفال يركضون.
يعلم الجميع أنه يقول الحقيقة فهذه المقابر منذ قديم الأزل يحدث فيها ما لا يصدقه عقل بشري ،
لكن المريب هو تلك الصرخات التي تظهر كل عام لامرأة تطلب المساعدة ،
صرخات تقشعر لها الأبدان ، وتؤذي الأذن إذا لم تضع شيء يعيق وصولها لأذنك.
في العام الأول لها بينما الناس نيام صدح الصوت في الخلاء ليستيقظ الجميع وهم يتألمون من قوة الصوت ومدى تأثيره عليهم ،
لم يخرج أي شخص من منزله ، حتى شيخ القرية فهم يعلمون إذا خرج شخص سيكون نهايته ،
لكن الأضواء مشتعلة في كل منزل تراهم يتحركون من خلال النوافذ دليل على استيقاظهم ،
لا أحد يستطيع النوم ، صرخات بكاء عويل ويتبعها صوت طفل صغير يقول أمي أمي.
المشكلة الأكبر هو الدخان الكثيف الذي يغطي على البلدة كما لو أنه حريق هائل يجعلهم يختنقون ويسعلون بشدة ،
الأكثر ريبة هو أنه يأتي من إحدى المقابر!
إقرأ أيضا: قصة إختفاء حراس المنارة
كانت تلك الليلة مؤلمة للجميع الكبار والصغار لن ينساها أي شخص.
في الصباح اجتمع الرجال لمعرفة سبب ما يحدث ، والنسوة كلًا منهم تقول كلمة وأخرى تزيد عليها فمنهم من يقول هذه بداية لعنة ،
ومنهم من يقول أنهم غاضبون بشدة منا ، ولا يعلم أحد السبب.
أتوا بحارس القبور وسألوه عن السبب ، لكنه أخبرهم أن المقابر بعد صوت تلك المرأة أصبحت لا تطاق ،
دخلت حجرتي وأقفلت الباب جيدًا وأمسكت مصحفي ،
أظن بأن تلك المرأة أيقظت الجميع صرخات وضحكات وهناك من كان يطرق الباب علي.
أطفال يبكون وغيرهم الكثير ليلة مؤلمة بالنسبة لي ، أتمنى ألا تحدث.
أما الشيء المهوول هو تلك النيران التي اشتعلت لم أحدد أي قبر هو الذي اشتعل ،
دقات قلبي تتسارع أنظر من خلال الثغرة السرية لأسقط أرضًا وقلبي يكاد يخرج من موضعه ،
كدت أبكي هذه هي المرة الأولى التي أراهم فيها بتلك الحالة ،
بل نظروا لي جميعًا ، ثم ابتسموا ابتسامة مرعبة لن أنساها قط ما حييت.
مر اليوم وهم لا يعلمون ماذا يحدث ليأخذوا احتياطتهم ويقفلون الأبواب والنوافذ جيدًا ،
ويضعون أي شيء يمنع وصول الصوت لأذنهم فهناك من فقد سمعه في تلك الليلة.
حل الليل وسكنت الأصوات أقفل الجميع النوافذ والأبواب والمصابيح ،
كانت ليلة ظلام حالك الصمت المخيف والترقب من بعض الأشخاص ، لكنها مرت بسلام تام.
توالت الأيام وعاد كل شيء لطبيعته لتمر سنة وفي نفس الموعد مجددًا نفس الصرخات نفس الصوت والنيران والدخان ،
كل شيء يتكرر من جديد ، لكن هذه المرة هو سماع صوت المرأة أقوى تركض في الشوارع أسفل المنازل ،
نيران تتحرك تطرق الأبواب الأطفال تبكي في أحضان أمهاتهم ،
لم يجرؤ أحد على النظر لرؤية ماذا يحدث ، حتى من خلال النافذة لم يجرؤ أحد.
إقرأ أيضا: قصة أمك ليست ملاكا
كانت ليلة مخيفة في الصباح اجتمع الرجال مجددًا في تلك المرة هلل الحارس وأخبرهم أن القبر المشتعل يخص تلك المرأة التي تم دفنها منذ سنتين.
لم يتذكر الكثير منهم من تلك المرأة ، لكن الشيخ الذي يدخل القبور مع الموتى قال لقد تذكرتها ،
إنها الزوجة التي مات زوجها وتركها في الحياة بمفردها هي وابنها ،
لكن لسوء حظهم بعد انقضاء عدتها اشتعلت النيران في منزلها ، ولا يعلم أحد من الفاعل ،
ووجدوا جثثهم كالفحهم من كثرة النيران التي كانت حولها وبها.
بعد أن علموا السبب قرروا أن العام القادم في نفس الموعد سيأخذون احتياطتهم ،
الموضوع لم ينتهي بل كثرت الأقاويل بأن الطبيب أخبر أحدهم بأنه تم تعذيبها قبل موتها ، ولا يعلم أحد السبب.
منذ معرفة البلدة بالحقيقة أصبحوا لا يخافون أي شيء ، سوى ذاك الشخص الذي يعاني كل يوم من رؤيتها له.
يراها كل ليلة تقترب منه بثيابها السوداء وتمسك يد طفلها ويقتربون منه سرعان ما تتحول إلى كتلة من النيران تقترب منه ،
وتحضنه بشدة وتقول هَيْتَ لَكَ لكنه ، يصرخ ويبعدها عنه ويخبرها لا يرد.
مرت الأيام وقبل اليوم المنتظر اقترح أحد أبناء القرية بأن يقوموا بنقل جثمان الأم عن طفلها لعل هذا يمنع اليوم الشؤم من الحدوث؟
وافق الشيخ ليدخل هو والحارس وثلاثة أخرون تطوعوا لفعل هذا وعندما فتح القبر كانت هناك رائحة دخان وثلاثة جثث.
صدم الجميع مما رأوا فهذا القبر للأم وطفلها فقط فمن الثالث؟
كان الثالث جثة حديثة الدفن متبقي الهيكل العظمي كما هو بحالته كانت بثياب فاخرة ،
لكنها محترقة من الأمام وترتدي الكثير من الذهب ليعلموا بأنها قد قتلت من قتلها كما قال الطبيب قد قتلت قبل حرقها.
إقرأ أيضا: الفتيات الثلاث
منزل يتكون من ثلاثة غرف ودورة مياة وخصيصًا في حجرة المعيشة ،
يقف نفس الشخص يرتدي الكثير من السلاسل الذهبية والخواتم الكبيرة في يده ويخبرها بصوت غليظ.
لقد انتهت العدة ألن تتزوجيني؟
لتوليه ظهرها وتخبره بعزة نفس ودون تردد : لا لن يحدث ما دمت حية.
غضب غضبًا شديدًا فلم يجرؤ أي شخص في البلدة على رفض طلب له فكيف تفعل هي هذا ،
ليقف ويقترب منها ويمسكها من رأسها بقوة لتصرخ وتتألم وهي تبعده عن شعرها.
كان الطفل ينظر لأمه من خلف الباب مختبئ كما قالت له والدته لا تخرج قط.
لتقول بغضب : لن أتزوجك أكرهك بشدة.
ليخرج من حذائه ألة حادة تشبه السكين ، لكنها مدرجة يخبئها في حذائه أسفل بنطاله. ،
ويقترب من عنقها ويقول هل تفعلين أم أقتلك؟
لتنظر له بغضب وحقد ، ثم تبصق عليه ليشطاط غضبًا ويزداد عصبية ليوقعها أرضًا ،
ويمسك لسانها ويقوم بقطعة ورميه بعيدًا ليأتي أمام ابنها التي نظرت له بحسرة وعيون تتساقط من عينها ،
وهو يرى أمه وذاك الشخص ينتهك حرمتها ليركض إليه ويقوم بضربه بيديه الصغيرة ،
ليضربه بظهر يده ليتراجع للخلف ورأسه تسقط على حافة المنضدة لينزف الدماء.
بعد فعلته تلك غادر المنزل ، لكنه قام بتسريب الغاز وأشعل النيران في المنزل وغادر تاركًا خلفه الأم فاقدة للوعي والطفل ينزف الدماء.
لم يلاحظ أحد خروجه كان الشارع فارغ واجتمع أهل البلدة ليخمدوا النيران ووجدوا الجثتين عبارة عن فحم.
هذه السنة موعد حدوث الليلة الموعودة يقترب سوف تظهر من جديد ترى تكون ليلة عصيبة أم لن يحدث شيء.
بعد وجود الجثة الثالثة ، وللآن لم يعلم أحد كيف قتل كل من يعملون معه يقولون بأنه كان يقول إنه يرى امرأة ويبغضها ،
بعد أن كان يريدها سوف يترك البلدة لبضعة أشهر كي يستعيد عافيته.
ومنذ خروجه لم يعد ولا نعلم أين ذهب فهو شديد الطبع ، ولا يسمح لنا بمعرفة الكثير.