من هو ورقة بن نوفل
ورقة بن نوفل هو أحد الأربعة الذين اجتمعوا في يوم احتفال قريش بصنم من أصنامهم وتحدثوا فيما بينهم ،
واجتمعت كلمتهم على أن قريشاً انحرفت عن دين إبراهيم عليه السلام ،
وأنه لا معنى لعبادة الأصنام ، وانطلقوا يبحثون عن دين إبراهيم الصحيح.
وهؤلاء هم : ورقة بن نوفل وعبيد الله بن جحش وعثمان بن الحويرث وزيد بن عمرو بن نفيل.
فأما ورقة فهو قد تنصر وقرأ ما وجد من كتب الأقدمين فاستقر على النصرانية وكان من علمائها.
وأما عثمان بن الحويرث فتنصر وذهب إلى قيصر فأقام عنده حتى هلك.
وَأما زيد بن نفيل فكان بمكة متمسكاً بما يظن أنه دين إبراهيم الصحيح حتى توفي.
وأما عبيد الله بن جحش فأدرك الإسلام وأسلم وهاجر إلى الحبشة بزوجته أم المؤمنين فيما بعد رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها ، فارتد هناك وتنصر إلى أن هلك.
وبعدما أكرم الله تعالى نبيه صل الله عليه وسلم بالرسالة كان ورقة شيخاً كبيراً قد عمي كما قال الذهبي.
فذهبت إليه خديجة فأخبرته بما جرى للنبي صل الله عليه وسلم في غار حراء ،
وكيف جاءه جبريل عليه السلام كما أخبرها الرسول صل الله عليه وسلم.
فقال ورقة : قدوس قدوس ، والذي نفس ورقة بيده إن كنت أصدقتني يا خديجة ،
لقد جاءه الناموس الأكبر الذي كان يأتي لموسى ، وإنه لنبي هذه الأمة ، فقولي له : فليثبت.
فرجعت إلى رسول الله صل الله عليه وسلم فأخبرته بقول ورقة.
وخرج رسول الله صل الله عليه وسلم ليطوف بالبيت فلقيه ورقة فقال : يا ابن أخي : أخبرني بما رأيت وسمعت ،
فأخبره رسول الله صل الله عليه وسلم ، فقال ورقة : والذي نفس ورقة بيده إنك لنبي هذه الأمة ،
ولقد جاءك الناموس الأكبر الذي كان يأتي لموسى ولتكذبنه ، ولتؤذينه ، ولتخرجنه ولتقاتلنه ،
ولئن أدركت ذلك اليوم لأنصرن الله نصراً يعلمه.
إقرأ أيضا: حكم وضع القرآن تحت وسادة الطفل لحمايته
ثم دنا من رسول الله صل الله فقبل رأسه ، ثم لم ينشب ورقة أن توفي قبل أن يظهر الإسلام.
وروى الترمذي عن عائشة قالت : سئل النبي صل الله عليه وسلم عن ورقة فقالت له خديجة :
إنه كان صدقك ، وإنه مات قبل أن تظهر ، فقال : رأيته في المنام وعليه ثياب بيض ، ولو كان من أهل النار لرأيت عليه ثياباً غير ذلك.
وعن الزهري أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال : رأيت لورقة جنة أو جنتين.
وعلى هذا فيكون ورقة رضي الله عنه هو أول من صدق بعد خديجة رضي الله عنها.
وتجد هذه المعلومات وغيرها أكثر تفصيلاً في كتب السيرة والسنة والتفسير ،
وخاصة السيرة لابن هشام وسير أعلام النبلاء للذهبي والبداية والنهاية لابن كثير ،
وذلك عند كلامهم على مبعث رسول الله صل الله عليه وسلم وبداية نزول الوحي.