من هي التائبة؟
التائبة هي المنكسرة القلب ، الغزيرة الدمع ،
الحية في الوجدان ، التائبة خالية من العجب فقيرة إلى الرب.
التائبة بين الرجاء والخوف ، والنجاة والهلاك.
والتائبة في قلبها حرقة ، وفي وجدانها لوعة ،
وفي وجهها أسى ، وفي دموعها أسرار.
التائبة لها في كل وقفة عبرة ، إذا غرد الحمام بكت ، إذا صاح الطير ناحت ،
وإذا شدا البلبل تذكرت ، وإذا لمع البرق اهتزت.
التائبة تجد للطاعة حلاوة ، وللعبادة طلاوة
وللإيمان طعما ، وللإقبال لذة.
والتائبة تكتب من دموعها قصصا ، وتنظم من الأهات أبياتا ، وتؤلف من البكاء خطبا.
التائبة كالأم اختطفت طفلها من يد الأعداء ،
وكالغريق في البحر نجا من اللجة إلى شاطئ الأمان.
التائبة أعتقت رقبتها من أسر الهوى ، وأطلقت قلبها من فكر المعصية ،
وفكت روحها من شباك الرذيلة ، وأخرجت نفسها من بحر الخطيئة.
من واجب الناس أن يتوبوا ولكن ترك الذنوب أوجب.
والدهر في تركه عجيب ولكن غفلة الناس عنه أعجب ، والصبر في النائبات صعب ولكن فوات الثواب أصعب.
وكل ما يرتجي قريب والوقت من دون ذلك أقرب.