سؤال وجواب

من هي المرأة التي خلع نبي الأمة قميصه ليكفنها به؟

من هي المرأة التي خلع نبي الأمة قميصه ليكفنها به؟ ولما أنزلت بقبرها أخذ يحفر ويوسع التراب بيده واضجع في قبرها وقيل توسد القبر وخرج وعينه تفيض من الدمع عليها؟

من هي التي دعا لها بأن تبعث وهي كاسية فهي مكفنة بقميص نبينا صل الله عليه وسلم؟

من هي التي لما سوى عليها التراب قال بعضهم : يا رسول الله ، رأيناك صنعت شيئًا لم تصنعه بأحد ، فقال :

«إِنِّي أَلْبَسْتُها قَمِيصِي لِتَلْبَس مِنْ ثِيَابِ الْجَنَّةِ ، وَاضْطَجَعْتُ مَعَهَا فِي قَبْرِهَا لَيُخَفَّف عَنْهَا مِن ( ضَغْطَة الْقَبْرِ ) ،

إنها كانت أحسن خلق الله صنيعا بي بعد أبي طالب.

هي فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف القرشيَّة الهاشميَّة ،

زوجة أبو طالب عم النبي وأم الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه ،

كان النبي يعيش في كنف جده عبد المطلب حتى الثامنة من عمره ، وتحديدا عندما توفى جده إنتقل لبيت عمه أبو طالب.

‏فاحتضن هذا البيت النبي عليه الصلاة والسلام واحتضنته إمرأه عظيمة وهي السيدة فاطمة بنت أسد رضي الله عنه ،

فاعتبرته أحد أبنائها بل وأكثر ، وفي بعض الروايات أنها كانت تحب النبي أكثر من أبنائها تصور!

فعندما توفى عبد المطلب جاء أبو طالب لفاطمة وقال لها :

‏إعلمي أنّ هذا إبن أخي ، وهو أعز عندي من نفسي ومالي ، وإياك أن يتعرض عليه أحد فيما يريد ، فتبسمت من قوله وقالت له :

توصيني في وَلدي محمد ، وإنّه أحب إليّ من نفسي وأولادي؟! ففرح أبو طالب بذلك.

‏وبعدها إعتَنَت فاطمة بالنبي صل الله عليه وسلم عناية فائقة ، وأولَتْه رعايتها وحبها ،

وكانت تؤثره على أولادها في المطعم والملبس لأنها كانت تقدر أنه يتيم ،

فكانت تعطيه أشياء واهتمام حتى أكثر من أبنائها رضي الله عنهم ، فإذا احتاج النبي أمرا فكانت تلبيه مباشرة فنعم الأم كانت.

‏وكانت أيضا تغسله بالماء وتدهن شعره وتُرجّله وتطيبه ، وكان النبي يحبها ولا يناديها إلاّ بـ (أمّي) ،

لأنه لم يلاقي إهتمام كهذا إلا من أمه فاطمة بنت أسد ،

إقرأ أيضا: ما هو مدلول لا إله إلا الله ، وما هي شروطها؟ وما هو معناها؟

وكانت تجمع له الطعام اذا كان خارج المنزل فإذا رجع يكون نصيبه محفوظ.

‏‏تشير بعض الكتب الاسلامية إلا أن النبي عليه الصلاة والسلام سمى بنته فاطمة على إسم هذه المرأة العظيمة ،

1 3 4 10 1 3 4 10

التي كان يناديها بأمي وهي فاطمة بنت أسد رضى عنه ،

فسمى بنته وسيدة نساء أهل الجنة فاطمة رضي الله عنها على إسمها من شدة حبه لها.

‏‏أسلمت فاطمة بنت أسد بعد وفاة زوجها أبي طالب ، ثم هاجرت مع أبنائها إلى المدينة
‏وكانت رضي الله عنها راوية للحديث ؛

روت عن النبي صل الله عليه وسلم ستَّةً وأربعين حديثا وكانت إمرأةً صالحة ، وذات صلاحٍ ودين ،

فكان النبي صل الله عليه وسلم يزورها وينام في بيتها بعض الأحيان.

‏وفي السنة الخامسة من الهجرة توفت فاطمة بنت أسد رضي الله عنها فحزن النبي عليها حزنًا شديدا ،

وروى إبن عباس رضي الله عنهما : أنه لما ماتت فاطمة أم علي بن أبي طالب رضي الله عنه ،

خلع رسول الله صل الله عليه وسلم قميصه وألبسها إياه واضطجع معها في قبرها.

سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول : يبعث الناس يوم القيامة عراة.

فقالت : وسوأتاه. فقال لها صل الله عليه وسلم : إني أسأل الله أن تبعثين كاسية.

‏وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال : لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي رضي الله عنهما ،

دخل عليها رسول الله فجلس عند رأسها فقال :

(رحمك الله يا أمي كُنتِ أمي بعد أمي ، تجوعين وتشبعيني وتعرين وتكسيني وتمنعين نفسك طيبا وتطعميني وتريدين بذلك وجه الله والدار الآخرة)

‏وقال رسول الله : اللهُ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ اغْفِرْ لِأُمِّي فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ وَلَقِّنْهَا حُجَّتَهَا وَوَسِّعْ عَلَيْهَا مُدْخَلَهَا بِحَقِّ نَبِيِّكَ وَالْأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِي فَإِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ»

‏ومن المؤسف أن الكثير منا لا يعلم سيرة هذه المرأه العظيمة التي ربت خير البشر عليه الصلاة والسلام.

رضي الله عن فاطمة بنت أسد وجمعنا بها في جناته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?