قصص منوعة

من يشتري الضحك ويبيع الدموع؟

من يشتري الضحك ويبيع الدموع؟

صوت البائع المتجول يصدح في أرجاء الحي :
من عنده سعادة ، من عنده فرح ، ومن عنده حزن ، من عنده دمعات قديمة للبيع!

أسرعت لأمي وقلت لها أن عندي ضحكتين قديمتين أريد بيعهما ، قالت لي إفعل ما يحلو لك.

إتجهت إلى البائع وصرخت له :
يا عم يا عم بكم الضحك اليوم؟

قال لي :
ضحكة الطفل بدينار ، وضحكة العجوز بألف وعلى حسب العمر نشتري.

دهشت من فرق السعر وأخبرته :
ياعم الضحكُ ضحكٌ ، لم فرق الأسعار؟
أو أنك تغشني لأني صغير؟!

قال لي :
يا صغيري ضحكة الكبار نادرة ، هذا سبب غلائها.

لم أفهم ما يقول ، ولكني بعته الضحكتين واشتريت بثمنهما بسكوتا.

رجعت إلى المنزل سألت أمي إن كان لدى أبي ضحكات قديمة ، فضحكة الكبار غالية.

بحثت أمي في كل أرجاء المنزل لم تجد أي ضحكة لأبي ، أبي لا يضحك!

ولكنها عثرت على كثير من دمعاته أعطتني إياها ، وقالت لي هذا مصروفك للغد!

في اليوم التالي وعند سماع صوت العم الذي يشتري الأحاسيس والمشاعر ،

أسرعت إليه وسألته عن ثمن دموع الكبار
فتلك غالية كضحكاتهم.

فقال لي :
إن دموع الكبار رخيصة ، وأنا لا أتاجر بها ،

وقال : الكبار يبكون دائماً يا ولدي!

في الكثير من شوارع الحي هناك أنهار من الدموع ، وفي المقابر هناك أنهار أخرى.

حتى أن أم الشهيد محمد تمتلك أكثر من برميلين من دموع ولم أشترهما.

يا بني أنا أشتري ضحكات الكبار أما دموعهم فلا أشتريها.

أنا تاجر نوادر أشتري شرفاً من ،
وكذباً من الأمهات ، حِكماً من المجنون.

يا بني لا عمل لي بدموع الكبار ، كل الكبار يبكون!

1 3 4 10 1 3 4 10

إقرأ أيضا: توجهت سيدة عجوز إلى شباك في البنك لإجراء عملية سحب نقدي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?