موسى السامري
السامري هو أحد الشخصيات التي ورد ذكرها في قصة سيدنا موسى ، ذلك الرجل الذي ولد في العام الذي حمل النبوءة بمولد سيدنا موسى ،
والتي كانت سببا في مقتل كافة أطفال بني إسرائيل.
فقامت أمه بولادته في الصحراء في داخل كهف خوفا عليه من بطش فرعون.
يذكر أن هذا الطفل بقي في الصحراء وهناك مصادر غير مؤكدة تقول بأنه رباه جبريل عليه السلام ،
ولكن المؤكد أن حماية الله قد كفلته ، في النهاية تظاهر بالإيمان ولكنه لم يؤمن.
مرت الأيام وصولا لواقعة شق البحر ، وفي هذه الواقعة تعرف السامري على جبريل ، أو ربما أنه شعر بكونه فيه شيء من البركة ،
وذلك حينما رأى أن أي مكان كان يدب فيه جناحه كانت تدب فيه الحياة ، فأخذ قبضة من تراب لمسه جبريل لاستغلاله فيما بعد.
موقف السامري من سيدنا موسى
استمر السامري مع سيدنا موسى حتى تأخر عن موعده ، وهنا بدأ في بث الفتنة بين صفوف اليهود ،
وقام بإقناعهم أن الحلي والمصوغات التي حصلوا عليها من المصريين قبل خروجهم من مصر ،
وأقنعهم بضرورة إحراق هذه المصوغات ، وذلك لأنها ليست من حقهم.
وبالفعل قاموا بإلقائها في النار ، فعمل هو على تصنيعها على هيئة عجل ،
ثم وضع التراب الذي جمعه مسبقا في فم العجل الذي قام بتصنيعه.
وفي ذلك الوقت قام العجل بإطلاق صوت كخوار الإبل ، ونتيجة لحياتهم الوثنية وتقلبات قلوبهم ،
انتقلوا بسرعة إلى عبادة هذا العجل الذي صنع أمام أعينهم ، وذلك اعتمادا على قوله تعالى :
حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (87) فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ (سورة طه) .
إقرأ أيضا: إنَّ ٱللَّهَ وَمَلَٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىِّ
وفي هذا الوقت قاموا هم بالرقص حوله ، وأكد السامري على كلامهم وتصرفهم قائلا أن موسى قد نسي ربه عندنا ، وخرج لمقابلته في الصحراء.
وقد حاول سيدنا هارون عليه السلام نهيهم عن هذا الأمر ولكنهم أبوا ذلك ،
وذلك اعتمادا على قوله تعالى :
يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي” فكان ردهم “قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى (سورة طه91، 90) ،
وهنا حاولوا قتل سيدنا هارون.
عودة موسى
بمجرد أن عاد موسى عليه السلام ، قام هارون عليه السلام بإخباره بأن قومه قد عبدوا العجل ،
وأن السامري هو سبب ذلك الضلال ، وذلك اعتمادا على قوله تعالى :
قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ ( سورة طه 85 ) ،
وهنا قام موسى بالرجوع إلى قومه آسفا وقد تملكه غضب شديد.
عقوبة السامري وموته
انتهت حياة السامري بنهاية كان يستحقها ، بعد كل هذا الذي قام به طوال حياته ،
وقد تحدث الإمام القرطبي عن وفاته وعاقبته ، فقد انتهت حياته منبوذا بعيدا عن الناس ،
فلا يمس الناس ولا يمسوه ، وقد قيل أن عاقبة كل من اتبعوه ألا يمسوا إلى يوم القيامة.
فقد كان كل من يمس السامري يصاب بالحمى والتي كانت سببا لمقتل الأحياء وقتها ، فابتعد عنه الناس وانتبذوه ،
وكانت هي العاقبة على ما فعل من إضلال لبني إسرائيل ، بما عمل مع العجل.