قصص منوعة

نبي الله سليمان عليه السلام والنملة

نبي الله سليمان عليه السلام والنملة

أحب نبي الله سليمان الطبيعة ، ينطلق من وقت إلى آخر إلى حدائقه وأحيانًا إلى شواطئ النهر كما إلى الجبال والبراري ،

وكان يراقب بشيء من الإهتمام الحيوانات والطيور والأسماك حتى الحشرات ،

حيث يرى في تصرفاتها إهتمام الله بها وما وهبها من حكمة خلال الغرائز الطبيعية.

لفت نظره نملة صغيرة تحمل جزء من حبة قمح أثقل منها ، تبذل كل الجهد لتنقلها إلى جحرٍ صغيرٍ كمخزن تقتات بها.

فكر نبي الله سليمان في نفسه قائلا : لماذا لا أسعد هذه النملة التي تبذل كل هذا الجهد لتحمل جزءًا من قمحة؟

لقد وهبني اللَّه غنى كثيرا لأسعد شعبي ، وأيضا الحيوانات والطيور والحشرات!

أمسك نبي الله سليمان بالنملة ووضعها في علبة ذهبية مبطنة بقماش حريري ناعم وجميل ،

ووضع حبة قمح ، وبابتسامة لطيفة قال لها : لا تتعبي أيتها النملة ، فإنني سأقدم لكِ كل يوم حبة قمح لتأكليها دون أن تتعبي.

مخازني تُشبع الملايين من البشر والحيوانات والطيور والحشرات.

شكرته النملة على إهتمامه بها ، وحرصه على راحتها.

وضع لها نبي الله سليمان حبة القمح ، وفي اليوم التالي جاء بحبة أخرى ففوجئ أنها أكلت نصف الحبة وتركت النصف الآخر.

وضع الحبة وجاء في اليوم التالي ليجدها أكلت حبة كاملة واحتجزت نصف حبة ، وهكذا تكرر الأمر يوما بعد يوم.

سألها سليمان عليه السلام : لماذا تحتجزين باستمرار نصف حبة قمح؟

أجابته النملة : إنني دائمًا أحتجز نصف الحبة لليوم التالي كاحتياطي.

إقرأ أيضا: وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ

أنا أعلم إهتمامك بي ، إذ وضعتني في علبة ذهبية ، وقدمت لي حريرًا ناعمًا أسير عليه ،

ومخازنك تشبع البلايين من النمل ، لكنك إنسان وسط مشاغلك الكثيرة قد تنساني يومًا فأجوع ،

لهذا أحتفظ بنصف حبة إحتياطيًا.

اللَّه الذي يتركني أعمل وأجاهد لأحمل أثقال لا ينساني ، أما أنت قد تنساني!

عندئذ أطلق نبي الله سليمان النملة لتمارس حياتها الطبيعية ، مدركا أن ما وهبه اللَّه لها لن يهبه إنسان.

1 3 4 10 1 3 4 10

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?