نفوس في الظل
نفوس في الظل
أتظن نفسك كاتبا بحق أنت مجرد واحد من ألاف يعتقدون أنهم موهوبين أكاد أقسم أن ما قرأته طوال حياتك لا يتجاوز العشرين كتاب ورواية.
بجانب حضورك لبعض الندوات في تلك المقاهي التي يطلق عليها أماكن تجمع المثقفين.
هكذا خاطبه ذلك الكاتب الشهير ، الذي يمتلك أحد دور النشر المعروفة ،
والذي يتحدث دوما عن مساندته لصغار الكتاب وأنه يتبنى المواهب الشابة.
وأردف قائلا :
ليس كل من إستطاع الإمساك بالقلم وكتابة بضع صفحات كاتبا ،
إعلم أن بداخلك تلك الأحلام الساذجة ، التي تفكر بها دوما بأنك يوما ما سوف تصبح نجيب محفوظ.
وسوف يتحدث عنك الجميع ويتضاربون فيما بينهم لإقتناء رواياتك فور صدورها.
لكن دعني أؤكد لك أنك لست وحدك ، هناك الكثيرين مثلك ، إستيقظوا من ذلك الحلم الساذج على واقع مؤلم ،
حينما لم يقتني أحدا ما كتبوه ، سوى أشخاص لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة.
رد عليه قائلا :
لكنك أصدرت حكما بدون أن تقرأ سطرا واحدا مما كتبت.
لست بحاجة للقراءة ، فأنا أعلم جيدا ما يكتبه المبتدئين أمثالك إما رواية رعب ، أو رواية رومانسية تحتوى على الكثير من المشاعر المبتذلة ، والكثير من كلمة أحبك.
بعدما أنهى حديثة ، نظر لساعة يده ، وهو يخاطبه قائلا :
لقد أضعت الكثير من الوقت في الحديث معك.
في إشارة واضحة له بالطرد ، إبتسم بسخرية ، بينما بداخله بركان يثور.
يود لو أنه قذف بالحمم الملتهبة بداخله في وجهه.
تعجب كيف يمكن للبشر أن يتلونون بتلك الطريقة؟
إقرأ أيضا: حذرني كل أقربائي من خطبتها
فما شجعه على القدوم لمقابلة ذلك الكاتب الشهير ، حديثه الدائم في أغلب مقابلاته التلفزيونية ،
على أنه يدعم المواهب الشابة ويقف بجانبهم ، لكنه فطن للحقيقة أنها طريقة جديدة لجذب معجبين جدد لا أكثر.
عندما إستدار منصرفا ، شعر ببعض الثقة بداخله ، وبدون قصد إرتسمت على وجهه إبتسامة خفيفة ،
لأن الرواية التي عرضها على ذلك الكاتب ، كانت تتحدث عن الأشخاص الذين يتبدلون بمجرد حصولهم على منصب هام ،
وكيف يقومون بإستغلال هذا المنصب لمكاسب شخصية.
شعر بأنه ربما يكون مختلفا فيما يقدمه عكس ما توقع الكاتب الشهير.