نهاية خائن
يروى أن بدوياً صارت له علاقة صداقة مع طبيبٍ من الحضر وفي يوم من الأيام ،
دعا الطبيب صديقه البدوي إلى تناول الغداء في بيته ،
وما أن استقر البدوي في مجلس بيت الطبيب حتى رأى شيئاً أثار استغرابه حيث ،
رأى الطبيب يضع في حضنه طير (حجل ) ويعطيه كل اهتمامه لا يأكل حتى يأكل الطير ولا يشرب حتى يشرب الطير.
مما دفع البدوي أن يسأل الطبيب عن سبب إهتمامه بطير (الحجل )
فرد عليه الطبيب : بعد أن نتناول طعام الغداء ستعرف سبب إهتمامي بهذا الطير.
وبعد تناول طعام الغداء إصطحب الطبيب صديقه البدوي إلى مكان خارج المدينة ،
وأخرج طير (الحجل) من قفصه ووضعه على مكان مرتفع على تلة ووضع حبوب الطعام كمصيده للطيور ،
وراح هذا الطير يطلق صيحات علا صداها يدعوا أصدقائه للتجمع ومشاركته الطعام.
فبدأت طيور الحجل تتجمع بالقرب منه ولما تجمع عدد كبير منها ،
أخرج الطبيب بندقتيه وأطلق منها رصاصاته باتجاه جمع الطيور بعد عزل طيره الخاص عنها فقتل عدداً كبيراً منها باستثناء طيره.
وهنا إلتفت الطبيب إلى صديقه البدوي قائلاً : هل عرفت الأن يا صديقي سبب إهتمامي بهذا الطير؟
فرد البدوي : نعم عرفت أريدك أن تبيعني إياه وأعطيك أي مبلغ تطلبه فامتنع الطبيب في البداية.
ولكن صديقه البدوي أغراه بالمال فباعه إياه وما أن استلم البدوي الطير حتى قال لصديقه الطبيب:
أريد أن أجربه كما أنت تفعل فرد الطبيب : نعم هو الآن طيرك فافعل ما تشاء ،
فوضع البدوي الطير على نفس التلة وقبل أن يبدأ الطير بإطلاق صيحاته مد البدوي يده إلى البندقية وأطلق النار عليه وقتله.
إقرأ أيضا: لصوص من الزمن الجميل
وهنا صاح الطبيب على صديقه البدوي ماذا فعلت يا رجل كيف تقتل مثل هذا الطير؟
فقال له البدوي : هذا الطير خائن يجب أن يموت لأنه يفتح لك باب لقتل أبناء جلدته.
فموته يحفظ الآخرين يا صديقي الطبيب المتحضر .
واليوم كم هم أمثال طير الحجل والطبيب المتحضر يجلب الغرباء لقتل أبناء جلدتهم ،
سواء بسياسة التجويع أو إعطاء خيرات بلادهم للغرباء.
و مثل الطير الخائن كثيرون .