هذه أنا تسنيم ، التي قضت كل حياتها خلف نافذة مطبخها تراقب مطابخ وحياة الآخرين.
كم أحرقتُ من طبخة وكم أهملتُ من زهرة كادت أن تتفتح ،
أكلتني الوحدة وآذاني غياب الونس واحتلني طلب واحد فلتمنحه لي يا الله!
أريد شريكا يأكل من طعامي ويستنشق عبير زهوري وتبدأ صباحتنا سويا بخبز ساخن وفنجان قهوة
يارب أحببت حياة ليلى جارتي لها أب لا تبدأ صباحاتها إلا معه ولا تنتهي ليلتها إلا برفقته ولا يأكلان إلا معًا.
بالأمس رأيته يصنع لهما الشاي ريثما تنتهي ليلى من غسيل أطباقها ، أووه فقط لو لم أكن يتيمة وكان لي أب!
يارب هذه أنا ليلى التي قضت جل حياتها خلف نافذة مطبخها تراقب مطابخ وحياة الآخرين.
كم أحرقت من طبخة وكم أهملت من زهرة كادت أن تتفتح وأنا شاردةً خلف زجاج نافذتي.
هزمني اليأس وسكنتني تفاصيله واحتلني طلب واحد فلتمنحه لي يا الله..
يارب أريد زوجًا كزوج جارتي نبيلة يُسَكِنُ روحي ويهدأ من روعي ، ويطمئن أبي القَلق على زواجي دائمًا.
يارب تجاوزت الأربعين في صبر ورضا ، لكِنّ أبي نفذ صبره فلم نعد نهنأ بطعام أو بحديث ،
إلا ويذكرني بما أنا فيه من تأخير زواج وكأنني أنا من كتبت قدري!
يا ربنا هذه أنا أمتكَ نبيلة التي قضت كل حياتها خلف نافذة مطبخها تراقب مطابخ وحياة الآخرين.
كم أحرقتُ من طبخة وكم أهملت من زهرة كادت أن تتفتح وأنا شاردة خلف زجاج نافذتي.
استوطنني الحزن وأحبني الألم واحتلني سؤال واحد هل سأموت عاقرًا يا الله ، أم أن لكَ قدرًا آخر.
يارب طفل واحد ك ابن جارتي رتيل يؤنس وحشتي ويسعد وحدتي وتنير ضحكته عتمتي.
يا رحيم هذه أنا ، أتعرفني؟ رتيل ، التي قضت جل حياتها خلف نافذة مطبخها تراقب مطابخ وحياة الآخرين.
كم أحرقتُ من طبخة وكم أهملت من زهرة كادت أن تتفتح وأنا شاردة خلف زجاج نافذتي.
أجهدني التعب وهزمني الوهن واحتلني طلب واحد فلتمنحه لي يا الله.
يارب يقول الأطباء إنما هي أيامٌ بقيت لولدي “عُمر” ،
إقرأ أيضا: المرأة هي الركيزة الأساسية
يا قدير هل سيشفى عمر أم صدق كلام الأطباء؟ يارب اجعله صحيحًا معافى ك ..
”وَلَا تَمُدن عَيْنَيْكَ إلىٰ ما مَتَعنا بهِ أزواجًا مِّنهُم”.
نصيحة ربانية ومنهجٌ إلاهي ، الإله العظيم يأمر عباده بأن يغضوا الطرف عما فضل به بعضهم على بعض ،
فلا تشغل نفسك بالنظر إلى نِعم الآخرين معجباً أو حاسداً أو مقارناً بما لديك فكلما اتسعتْ عينُك ضاق صدرك ،
وكلما أطلقت بصرك انقبض قلبك.
فلا تَغِبط أحداً على نعمة يملكها فإنك لا تعلم ماذا أخذ الله منه ،
ولا تحزن على مصيبة ألمّت بك فإنك لا تعلم بماذا سيعوضك الله عنها ، وادعوه دائمًا أن يحاوطك بلطفه وعنايته.