هشام بن العاص بن وائل رضي الله عنه هل سمعت بهذا الإسم من قبل؟
إنه هشام بن العاص شقيق عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، وكان أحدث سنا من عمرو.
أسلم مبكرا في مقتبل الدعوة ولقي ألوان العذاب من أبيه العاص بن وائل وأخيه عمرو ؛
حتى تمكن من الفرار فهاجر إلى الحبشة في الهجرة الثانية وأقام في كنف النجاشي ؛
فلما بلغه هجرة رسول الله صل الله عليه وسلم إلى يثرب عاد إلى مكة والتقى بعمر بن الخطاب ،
وعياش بن ربيعة رضي الله عنهما فتعاهد ثلاثتهم على الهجرة سويا ،
لكن العاص بن وائل أدرك إبنه فقيده وسجنه وظل يسومه العذاب وطال حبسه وعذابه لكنه نجح في الفرار بدينه ،
حتى وصل إلى رسول الله صل الله عليه وسلم ولازمه في كل موطن.
فلما أشرق نور الإسلام في قلب أخيه عمرو أقبل عليه وتلازما في كل قتال.
فقد روي البخاري في التاريخ وابن سعد في الطبقات وأحمد في مسنده أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال :
“إبنا العاص مؤمنان”
وفي يوم أجنادين رأى هشام بن العاص من المسلمين بعض الإنكسار فكشف عن رأسه وألقى خوذته وتقدم صفوف العدو وهو يقول :
يا معشر المسلمين إن هؤلاء القلقان لا صبر لهم على السيف فاصنعوا كما أصنع.
وأظهر بطولة خارقة وهو يشق صفوفهم ويعمل السيف في رقابهم وهو ينادي :
” يا معشر المسلمين إلي إلي! أنا هشام بن العاص ؛ أمن الجنة تفرون؟”
وكر المسلمون على الروم وصدقوا الحملة فانهزم الروم وفروا من أمامهم ،
فاندفع المسلمون يطلبونهم حتى إنتهوا إلى حفرة في الأرض لا يجوزها مسلم إلا قتل ،
فهجم هشام بن العاص فقتل ووقع في هذه الحفرة فسدها بجسده ،
فلما إنتهى المسلمون إليها هابوا أن يطئوا جسده بالخيل.
إقرأ أيضا: حرص فاطمة على التستر حتى بعد موتها
ثم جاء أخوه عمرو بن العاص الذي قدم مراد الله علي عاطفته وقال :
أيها الناس إن الله قد إستشهده ورفع روحه إليه وإنما هي جثة فأوطئوه الخيل!
فأوطأه عمرو ثم تبعه الناس حتى قطعوا جسده إربا ؛
فلما إنتهت المعركة ورجع المسلمون منتصرين إلى معسكرهم هم إليه عمرو راجعا فجعل يجمع لحمه وأعضاءه وعظامه في نطع فواراه.
ولما بلغ عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمره قال : رحمه الله فنعم العون للإسلام.
المصادر :خح
الإصابة لإبن حجر.
أسد الغابة لإبن الأثير.
سير أعلام النبلاء الصحابة رضوان الله عليهم هشام بن العاص