هل الرسول صل الله عليه وسلم يعلم الغيب؟
هل النبي صل الله عليه وسلم حاضر وناظر (أي : يعلم الغيب فالحاضر عنده والغائب سواء)؟
الأصل في الأمور الغيبية اختصاص الله بعلمها ، قال الله تعالى :
{وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [الأنعام: 59]
وقال تعالى : {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} [النمل: 65]
ولكن الله تعالى يطلع من ارتضى من رسله على شيء من الغيب ،
قال الله تعالى : {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا} [الجن: 26- 27]
وقال تعالى : {قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلا نَذِيرٌ مُبِين} [الأحقاف: 9]
وثبت في حديث طويل من طريق أم العلاء أنها قالت :
لما توفي عثمان بن مظعون أدرجناه في أثوابه فدخل علينا رسول الله صل الله عليه وسلم ،
فقلت : رحمة الله عليك أبا السائب ، شهادتي عليك لقد أكرمك الله عز وجل ، فقال رسول الله صل الله عليه وسلم :
«وما يدريك أن الله أكرمه؟» فقلت : لا أدري بأبي أنت وأمي ، فقال رسول صل الله عليه وسلم :
«أما فهو فقد جاءه اليقين من ربه، وإني لأرجو له الخير ، والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي» ،
وقلت : والله لا أزكي بعده أحدا أبدا. رواه أحمد وأخرجه البخاري في كتاب الجنائز من صحيحه ،
وفي رواية له : «ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل به».
إقرأ أيضا: كيف أقول حين أسأل ربي؟
وقد ثبت في أحاديث كثيرة أن النبي صل الله عليه وسلم قد أعلمه الله بعواقب بعض أصحابه فبشرهم بالجنة ،
وفي حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، عند البخاري ومسلم : أن جبريل سأل النبي عليه الصلاة والسلام عن الساعة ،
فقال : «ما المسؤول عنها بأعلم من السائل؟!»
ثم لم يزد على أن أخبره بأماراتها ، فدل على أنه علم من الغيب ما أعلمه الله به دونما سواه من المغيبات وأخبر به عند الحاجة.