هل تعرف من هو الخليفة المسلم الذي كان ينظر للسحاب ويقول : أيتها السماء أمطري حيث شئت فسيأتيني خراجك بإذن الله؟
هل تعرف من هو البطل المسلم الذي كان يحكم أكثر من ربع الكرة الأرضية؟
الذي يعتبر من أكثر أبطال الإسلام الذي تعرضت سيرته للكذب والتشويه!
إنه أمير المؤمنين الخليفة
العبّاسي هارون الرّشيد.
للأسف لا يعرف الكثير منّا تاريخ هذا الرجل العظيم بل لا يعرف عنه الكثير إلا بعض المعلومات الكاذبة تمامًا ،
مثل أنه كان شاربًا للخمر ، مولعًا بالجواري والنساء!
وهذا كله من كذب أعداءنا ، عليهم من الله ما يستحقوا.
كان هارون الرشيد شجاعًا مُحبًا للفروسية وبدت عليه أمارات النجابة والفلاح منذ صغره ،
حتى أنه كان يقود الحملات الحربية في عهد أبيه الذي كان أميرًا على خُراسان.
ثم تولى الخلافة وعمره (٢٥) عامًا فقط!
وكان مُحبًا للعلماء كثير الحج والجهاد وكان مَلِكًا عادلًا لا يخشى إلّا الله.
وكان عابدًا فقد ذكر عنه الخطيب البغدادي :
أن هارون الرشيد كان يصلي مائة ركعة في اليوم والليلة ، وكان يتصدق بألف درهم من ماله كل يوم ،
وكان إذا ذهب للحج أخذ معه الفقهاء وأبناءهم ، وإذا لم يحج يبعث ٣٠٠ رجل يحجوا على نفقته الخاصة.
قال عنه أبوعمار بن منصور : ما رأيت أكثر بكاء عند الذكر من هارون الرّشيد والفضيل بن عياض وآخر.
إقرأ أيضا: ما الفرق بين الذنب والسيئة؟
شجاعة هارون الرّشيد -رحمه الله- :
كانت الروم تدفع الجزية للمسلمين في عهد الملكة ريني ، ثم تولى بعد ذلك ملك يسمى النقفور وكان أحمقا ،
فأراد أن يشمخ بأنفه على أمير المسلمين هارون الرشيد ، فبعث له رسالة يقول ما فحواها :
من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب أما بعد فإن الملكة التي
كانت قبلي كانت حمقاء ،
فإذا قرأت كتابي فاردد ما حصل قبلك من أموالها وإلا فالسيف بيننا وبينك.
فلما قرأ هارون الرشيد غضب غضبًا شديدًا كما لم يغضب من قبل ، ثم كتب على ظهر الرسالة :
بسم الله الرحمن الرحيم من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم ،
قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة ، والجواب ما تراه لا ما تسمعه.
ثم ذهب بجيش عظيم وهزمه شر هزيمه وأدبه.