هل فكر أحدكم أن يدخل بيت النمل
صدقوني أنها ستكون زيارة مثيرة أكثر إثارة من الصعود إلى الفضاء والتجول على القمر.
إن النمل حشرة صغيرة جداً لا تزيد على ملليمتر ومع ذلك فهي مهندسة معمارية عظيمة ،
تبني القلاع والحصون ، والغرف والدهاليز
والمخازن ، وتهندس بدرومات كاملة تحت الأرض.
وهناك نوع من النمل يمارس الزراعه ، فيزرع نبات عيش الغراب ، ويجلب له السماد من الأوراق المتعفنة ،
ثم يحصده عند نضجه ويخزنه في مخازنه.
وهناك نوع آخر من النمل كيميائي متخصص ، يمضغ الخشب ويحوله إلى نوع من الكرتون ،
ثم يبني من هذا الكرتون طرزاً هندسية معمارية عجيبة.
وهناك نوع ثالث من النمل الأفريقي يبني بيوتاً تشبه المسلّات ،
ثم يحقق لها نوعاً من تكييف الهواء بفتح نوافذ سفلية لإدخال الهواء البارد ، ونوافذ علويه لإخراج الهواء الساخن.
ويعيش هذا النوع من النمل حياة طبقية عجيبة ،
فنجد فيه الملكة والأميرات والضباط ولكل منهم مساكنه الخاصة وباقي الخلية من العمال البروليتاريا تشتغل بلقمتها.
وهناك نوع أخر من النمل المحارب المقاتل الذي يهجم في جيوش مثل التتار ،
على هذه القصور فيقتل الجيش والحراس ويستولي على مخازن الطعام والتموين وينقل البيض ويتعهده في بيته ،
إقرأ أيضا: بعيني رأيت ذئبا يحلب نملة ويشرب منها رائبا وحليبا
حتى يفقس ويخرج منه النمل الصغير فيجعل منه خدماً وعبيداً في مملكته.
وهناك نوع آخر من النمل يعيش على الرعي
فيرعى قطعاناً من حشرة المن ويحلبها ويعيش على إفرازاتها السكرية.
وللنمل لغه يتخاطب بها
وبدون هذا التخاطب ما كان يمكن أن يوزع الوظائف ويقيم نظاماً إجتماعياً تتباين فيه الإختصاصيات.
وعلماء البيولوجيا يقولون أن النمل يتخاطب عن طريق القبلات ، بلغة كيميائية خاصة يفرزها مع اللعاب ،
وبدل الحروف المنطوقة هناك درجات وأنواع مختلفة من المذاق.
وللنملة عقل تدبر به حياتها
فهي تجمع في الصيف وتدخر للشتاء ،
وتدبر ميزانية مجتمع كبير من النمل بلا عدد في مواجهة ظروف من البرد والجفاف بالغة الصعوبة.
وأعجب ما في عالم النمل أن هناك نوعاً يرفض الحياة في مجتمع ونظام وخلايا ويختار أن يضرب في الآفاق ويهيم ،
كل حشرة تهيم وحدها ، تسكن كل ليلة داخل ورقة ذابلة فإذا طلع النهار هجرت مسكنها ورحلت إلى مسكن آخر.
وهكذا تقضي حياتها تتنقل كل ليلة من جرسونيرة إلى جرسونيرة بلا مسؤوليات وبلا أعباء مثل حياة الهيبيين .
عالم مدهش
صدقوني ستتعلّمون الكثير إذا دخلتم بيت النمل.