هل يستطيع الجن دخول جسد الإنسان؟
وهل يستطيع أن يسبب له الأمراض!
هل السحر والعين تقتل!
أولا : العقيدة السليمة تؤخذ من القرآن والسنة ومن ينكر شيئا من السنة الصحيحة فهو كافر ،
قال ابن باز رحمه الله : الأحاديث الثابتة التي لا شبهة فيها ، ولا مطعن من أنكرها ؛ فهو كافر عند جميع أهل العلم.
ثانيا : من ينكر تسلط الجن على الإنس ، فهذا الأمر مخالف لما جاء بالنص القرآني ،
حيث قال الله : وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا.
التفسير المسير : واستَخْفِف كل مَن تستطيع إستخفافه منهم بدعوتك إياه إلى معصيتي ،
واجمع عليهم كل ما تقدر عليه مِن جنودك من كل راكب وراجل ، واجعل لنفسك شِرْكة في أموالهم بأن يكسبوها من الحرام ،
وشِرْكة في الأولاد بتزيين الزنا والمعاصي ، ومخالفة أوامر الله حتى يكثر الفجور والفساد ،
وعِدْ أتباعك مِن ذرية آدم الوعود الكاذبة ، فكل وعود الشيطان باطلة وغرور.
الآية الثانية : وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ ٱلرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُۥ شَيْطَٰنًا فَهُوَ لَهُۥ قَرِين.
التفسير الميسر : ومن يُعْرِض عن ذكر الرحمن ، وهو القرآن ، فلم يخف عقابه ، ولم يهتد بهدايته ، نجعل له شيطانًا في الدنيا يغويه ؛
جزاء له على إعراضه عن ذكر الله ، فهو له ملازم ومصاحب يمنعه الحلال ، ويبعثه على الحرام.
الآية الثالثة : الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَس.
قال شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله : وجود الجن ثابت بالكتاب والسنة واتفاق سلف الأمة ،
وكذلك دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة ، وهو أمر مشهود محسوس لمن تدبره ،
يدخل في المصروع ويتكلم بكلام لا يعرفه ، بل ولا يدري به ، بل يضرب ضربا لو ضرب به جمل لمات ، ولا يحس به المصروع.
قال النبي صل الله عليه وسلم : (إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم)
أي أنه يستطيع التلاعب بدمه ويسبب له أمراض قد تكون قاتلة.
إقرأ أيضا: ما هو مدلول لا إله إلا الله ، وما هي شروطها؟ وما هو معناها؟
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَل اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (فَنَاءُ أُمَّتِي بِالطَّعْنِ وَالطَّاعُونِ) ،
قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَذَا الطَّعْنُ قَدْ عَرَفْنَا ، فَمَا الطَّاعُونُ ؟ قَالَ : (وَخْزُ أَعْدَائِكُمْ مِنَ الْجِنِّ ، وَفِي كُلٍّ شَهَادَة.
وقال النبي عليه الصلاة والسلام : أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين.
وقال إبن تيمية في موضع آخر : وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع وغيره ،
ومن أنكر وادّعى أن الشرع يكذب ذلك فقد كذب على الشرع ، وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك.
النقطة الأخرى والتي آرها ساذجة نوعا ما ، يتساءل بعض الأذكياء لما يترك الجن ملكة الجمال في أوربا وغيرها ويأتي ليسكن داخل جسد نزهة أو الشعيبية ،
وهذا تساؤل يدل على الجهل ، وما أدراك أن ملكة الجمال في أوربا ليس فيها جن ، هل قمت برقيتها مثلا!
أغلب النساء في أوربا مصابين لأنهم معرضون عن ذكر الله كما جاء في الآية ، لذلك تجد الزنا منتشر عندهم بشكل مجنون.
هناك صورة بلهاء منتشرة بيننا وهي أنه فقط الذي يُصْرع ويتخبط هو المموس أما الباقي فهو على خير وهذا خاطئ كليا ،
أغلب المصابين أناس عاديون جدا يستحيل أن تفرق بينهم وبين الإنسان المريض ،
الإنسان يمكن أن يميز نفسه من خلال العلامات فقط ، أما المسائل مثل الصرع والتخبط فهي نادرة ،
وبعض العباقرة لم يستطيعوا إثبات عكس كلامي باستعمال الحجة والبرهان من الكتاب والسنة وبالتالي لجئوا إلى أساليب الذين لا يفقهون ،
قال الله : وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِير.
إقرأ أيضا: من هم الحرس الشخصي للنبي؟
في النهاية نستنتج أن السحر والعين تقتل ، وأن الشياطين تتقوى بها لكي تمكث داخل الجسد ، وتسبب الأذى للإنسان ،
وأيضا يمكنها أن تتلاعب بتفكير وعقل وقلب المصاب إذا كان ضعيف الإيمان ،
فتعطل زواجه وعمله ذكائه وتخرب جسده وصحته ، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
لا تغفلوا عن الرقية الشرعية فهي كنز للمؤمن ، قال الله : وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا.
القرآن شفاء للمؤمن، في هذه الآية قال الله – للمؤمنين- وليس المسلمين ،
لأن هناك من المسلمين من لا يؤمن بأن القرآن يشفي وهذا لديه خلل في عقيدته.