قصص منوعة

هو ليس سيئا البتة

هو ليس سيئا البتة ، لكن شتَّان بيني وبينه ، هو يبحث عن أم لأطفاله بينما أبحث عن أب أعيش في كنفه طفولة ولَّت ،

صديق يستمع لأحاديثي بشغف ، وحبيب يحتضن يدي في ليالي الشتاء الباردة.

هو يحب الهدوء ، بينما أعشق الجنون والصخب ،

هو يود النوم باكرا بينما أعشق أحاديث آخر الليل مع قهوة فرنسية تُعبِّق الأرجاء برائحتها.

دوما ما أجده يخطط لمستقبل ربما لن يأتي في حين أود إحيَاء كل لحظة كأنها الأخيرة ،

أجده يهديني من الهدايا أفخمها وأغلاها ثمنا ، غافلا عن أن التفاصيل الصغيرة هي ما تبهرني ،

وردة حمراء من حديقة عجوز يركض وراء كل صغير يتسَّلل إليها ،

أو مِشبك شعر على شكل فراشة مع باقة من الكلمات انتقى حروفها من وحي عيني وليس شطرا من كل كتاب ،

يطالبني أن أكون مُخملية الهيئة متهادية الخطوات ،

أما أنا فأهفوا لأن أكون فراشة في حضرته أطير حوله بخفة أنثر القليل من الجنون والكثير من الحب ،

لا أريد أن أكون أنثى ناضجة أتقن من الغزل ما يرضخه بل طفلة ،

مجرد طفلة صغيرة تهرب من العالم إليه ، لا يهدأ روعها إلا بابتسامة تلامس عينيه ،

تلك أنا بسيطة لدرجة التفاهة لكنه يرى في ذلك تعقيدا يفوق قدرة احتماله ،

لذلك قرر الهروب بحثا عن أنثى أخرى تكون كآلة لا تتحرك إلا بإذنه ،

ربَّة منزل تعشق الطبخ والتنظيف ، وآية في الحسن تحسده عليها كل الأعين ،

بينما أنتظر من يقاسمني جنوني ، يملأ الأرجاء بهجة ، ويتفنن في رسم الإبتسامة على شفاهي.

إقرأ أيضا: بنت الزبال؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?