هو ليس سيئا البتة ، لكن شتَّان بيني وبينه ، هو يبحث عن أم لأطفاله بينما أبحث عن أب أعيش في كنفه طفولة ولَّت ،
صديق يستمع لأحاديثي بشغف ، وحبيب يحتضن يدي في ليالي الشتاء الباردة.
هو يحب الهدوء ، بينما أعشق الجنون والصخب ،
هو يود النوم باكرا بينما أعشق أحاديث آخر الليل مع قهوة فرنسية تُعبِّق الأرجاء برائحتها.
دوما ما أجده يخطط لمستقبل ربما لن يأتي في حين أود إحيَاء كل لحظة كأنها الأخيرة ،
أجده يهديني من الهدايا أفخمها وأغلاها ثمنا ، غافلا عن أن التفاصيل الصغيرة هي ما تبهرني ،
وردة حمراء من حديقة عجوز يركض وراء كل صغير يتسَّلل إليها ،
أو مِشبك شعر على شكل فراشة مع باقة من الكلمات انتقى حروفها من وحي عيني وليس شطرا من كل كتاب ،
يطالبني أن أكون مُخملية الهيئة متهادية الخطوات ،
أما أنا فأهفوا لأن أكون فراشة في حضرته أطير حوله بخفة أنثر القليل من الجنون والكثير من الحب ،
لا أريد أن أكون أنثى ناضجة أتقن من الغزل ما يرضخه بل طفلة ،
مجرد طفلة صغيرة تهرب من العالم إليه ، لا يهدأ روعها إلا بابتسامة تلامس عينيه ،
تلك أنا بسيطة لدرجة التفاهة لكنه يرى في ذلك تعقيدا يفوق قدرة احتماله ،
لذلك قرر الهروب بحثا عن أنثى أخرى تكون كآلة لا تتحرك إلا بإذنه ،
ربَّة منزل تعشق الطبخ والتنظيف ، وآية في الحسن تحسده عليها كل الأعين ،
بينما أنتظر من يقاسمني جنوني ، يملأ الأرجاء بهجة ، ويتفنن في رسم الإبتسامة على شفاهي.