وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن
كيف كان حجاب الصحابيات؟
الصحابيات وأمهات المؤمنين تكريم الإسلام للمرأة.
كرّم الإسلام المرأة أيما تكريم ، فرفع مكانتها ، وأعلى من شأنها في المجتمع ، فمنحها ما يلزمها من الحقوق ،
فالأنثى في نظر الشريعة الإسلامية منذ لحظة ولادتها إلى مماتها لها حقوق وعليها واجبات ، فالنساء شقائق الرجال ،
ومن صور تكريم الإسلام للمرأة أن حفظها بما يصونها في المجتمع ، وأمرها بما يحفظ عليها كرامتها ،
فأمرها بالحجاب وكل ما يحفظ عليها عفة قلبها.
كيف كان حجاب الصحابيات؟
تعدّ مسألة الحجاب من الأمور المتفق عليها بين أهل العلم فيما عدا الوجه والكفين ،
فقد كان لباس الصحابيات -رضوان الله عليهن- لباساً يُغطي جميع البدن ، وذلك تطبيقاً لقول الله تعالى في كتابه العزيز :
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ}.
وكان هذا ما إلتزمنّ به الصحابيات من لباس ، يحيث كان الضابط الشرعي في لباسهنّ أن يكون ساتراً لجميع بدن المرأة ،
لا يصف ملامح الجسد ولا البشرة ، ولا يكون لباس شهرة أو زينة في حدّ ذاته ، واسعاً ليس بضيق.
وقد وصف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى لباس الصحابيات رضي الله عنهن ، فقال :
النساء في عهد النبي صل الله عليه وسلم كنَّ يلبسْنَ القمُص اللاتي تَصِل إلى الكعبين في القدمين ، وإلى الكفَّين في اليدَين.
أهمية الحجاب وفضائله
للحجاب فضائل عدّة تعود على المرأة بشكل خاص ، وعلى المجتمع بشكلٍ عام ، وفيما يأتي ذكر بعض هذه الفضائل :
إرتداء الحجاب طاعة لله ورسوله : فقد قال الله تعالى :
{وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}.
إقرأ أيضا: فوائد من حديث المسلم أخو المسلم
إرتداء الحجاب يعزز خلق الحياء : فعن عائشة زوجة النبي صل الله عليه وسلم ، قالت :
(كنتُ أدخُلُ بَيتي الذي دُفِنَ فيه رَسولُ اللهِ صل الله عليه وسلَّمَ وأَبي ، فأضَعُ ثَوْبي ، وأقول :
إنَّما هو زَوْجي وأبي ، فلمَّا دُفِنَ عُمَرُ معهم ، فواللهِ ما دخَلتُهُ إلَّا وأنا مَشدودةٌ علَيَّ ثيابي ؛ حَياءً مِن عُمَرَ!).
إرتداء الحجاب طهارة للقلوب : فقد وصف الله تعالى الحجاب بأنّه طهارةٌ للقلوب ،
فقال عزّ وجل : {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ}،
فالحجاب يقف حاجزاً بين طمع مريض القلب.
الإلتزام في إرتداء الحجاب دلالة على حسن الإيمان :
فقد إقتصر خطاب الله تعالى على المؤمنات فيما يخصّ الحجاب ، فقال عزّ وجّل :
{وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ}
وقال أيضا : {وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ}
وفي هذا دليل على أهمية الحجاب وفضله على نساء المؤمنين بشكل خاص.