وجدت هذه الكلمات على ظرف صورتي ؛ ولم أقرأها إلا بعد مرور تسع سنوات على رحيل حبيبتي!
إلتقطت لي صورة وأنا نائم ؛ وكانت ترى على ملامحي أن تكتمل أسرتنا الصغيرة ؛ وبشغف تنتظر أن تنبئني بخبر حملها.
حينها كنت غافيا ولا أدري ما حولي ، لكنني أفقت بعدها على واقع أعرج!
لجين هي الفتاة التي أحببتها بعمق ؛ لم أتزوجها لأؤسس راية لرجولتي ؛
أو لأثبت كنية لصغاري ؛ بل وضعت يدي على قلبي واخترتها ملء عشقي لتكون سكني!
عانينا كثيرا لنجتمع ونؤسس بيتنا رغم عواصف الحياة وكدرها!
وما إن إنجابت عنا غيوم الظروف المريرة ؛وبدأنا نتنفس قدوم الربيع من حمل زوجتي بمولودتنا الأولى عايدة ؛
حتى عادت الحياة لتفاجئني ؛ وهذه المرة أصابتني في قلبي!
مرضت لجين بشهرها السابع ، واشتد بها السقم إلى نزيف حاد ؛ كان الحدث خاطفا ولم أكد أستجمع نفسي لأدرك ما جرى ،
حتى توفيت وهي تنجب صغيرتنا قبل موعد قدومها!
رحلت على سرير المشفى ؛ بوجه شاحب ؛ودماء تملأ أرجاء الغرفة ؛ ذهبت حبيبتي ولن تعود إلي مرة أخرى.
لكنها تركت لي ثمرة حبنا كوصية أخيرة ؛تركتها مهددة داخل أنبوب زجاجي ؛ تنمو ببطء رغما عن الفاجعة!
لا أستطيع أن أحدد إلى هذا اليوم ؛ جراح فقدها وأوجاع وداعها ؛ لكنني إعتنيت وحيدا بطفلتي ،
وبقيت صامدا لأجلها إلى أن بلغت السابعة.
صارت هي التعويض الأجمل على فراق حبيبتي وكلما كبرت تعددت أساميها ؛
تارة أناديها عايدة وتارة أخرى تصيح بداخلي ذكرياتي ؛ فأردد في نفسي :”لجينتي”!
وختاما ؛ بعض الصور تبقى لتذكرنا بالبداية ؛ فننظر للواجهة وننسى أن أظهرها أيضا قد تفوقت على الكاميرا ورسمتنا بعناية.
إقرأ أيضا: دقت ساعة الحائط معلنة إنتصاف الليل الطويل
لذلك يا سادة تفقدوا أحبابكم واستمتعوا بلقائهم بدلا من الإنشغال بإلتقاطهم صورا معروضة ،
فبعد أن يرحلوا ستكون المشاهدة أليمة وشاشة البث لن تنقلها الأعين بل نشرة الذاكرة الجريحة!