وحدها امرأة
يقال أن الحب أعمى!
فأحيانًا قد تركض إلى نصفك الآخر رغم كل عيوبه متغاضيًا ومتناسيًا لها ، وتغض الطرف عن الزلات لتستمر بحبك له!
لكن ربما تتعب يومًا وتقف مخذولاً وتنظر اليه مرة أخرى وأنت خاليًا من الحب ، فتقول في نفسك:
ماهو الشيء الذي به حتى ركضت من أجله واليه كل تلك المسافات يا ترى!
فلا شيء في الحياة قادرًا وقتها على أن يهون عليك ،
لإنك كنت قد ذهبت بكامل شغفك إلى الشخص الذي تحبه فتعود منه مخذولًا هكذا!
تحدينا معًا العادات والتقاليد والظروف!
وتزوجنا رغم رفض أهله وأهلي لهذا الأمر ودون حضور أهله كونهم يريدون له ابنة عمه
بينما هو احبني جدًا فكنا ندرس معًا بنفس الجامعة ،
مرات عدة تعرضت لإهانة من والدته وكنت اكتم ذلك بنفسي واتناسى!
بتهجمها المستمر علي ولو عبر الهاتف وتتهمني بخطف ولدها منها ،
وإنني لستُ من مستواهم العائلي الثري وغيرها من أمور قاهرة!
فكان ذنبه الوحيد أنه احبني فقط ولم يوافقوا عليّ!
فقام وطلبني من والدي وشرح له شدة رفض أهله لإنهم يريدون فتاة تنتمي للعائلة بينما أنا كنت غريبة عنه ،
وبعد عدة مرات حتى وافق والدي عليه كزوج لي !
وبعد مدة الستة أشهر تعرض زوجي غيث لحادث سير سبب له الشلل ،
لم اتذمر منه بل كنت خادمة له يجدني حوله كظله وسائقة لكرسيه المدولب الذي كان يلازمه ،
وكنت سعيدة بعملي هذا وأشعره بالأمل وبأن كل شيء سيصبح على ما يرام ،
إقرأ أيضا: أفكار للصدقة
وفعلا بعد العامين شفي غيث من الشلل تدريجيًا وكان يستخدم العكاز وكنت رجله الثالثة
وعكازه الدائمة الى أن تحسن مشيه وعاد طبيعيًا جدًا
وبعد مدة من عودته للعمل عقب شفائه انفجر محرك بورشة العمل واحترق المكان واصيب غيث بحروق بالغة ،
رغم انها شوهت جزءًا من جسده ووجهه قليلًا لكنني لم اتذمر من شكله ،
ولم اتخلى عنه بل كنت اتظاهر بضعف الرؤية عندما يسألني عن تلك التشوهات واصفها بالعادية واطمأنه،
كنت على استعداد أن اقضي العمر مغمضة العينين على أن لا اشعره بالإحراج مني تجاه وجهه الذي احترق طرف منه ،
ولازمت عملي وحبي له بشغف حتى خضع لعمليات تجميل واصلح تلك التشوهات ومضى بنا قطار العمر بعد اربعة سنوات من المعانة!
بينما والدته لم تتركنا من لسانها اللاذع بحقي ،
برغم ما حل بنا من مصائب ، ولطالما وصلني كلامها عني بإنني وجه النحس على ابنها
وأن كل ما يحل به لأنه تزوجني!
وكل تلك المدة وأنا احلم بطفل صغير منه احمله بين يدي ،
لطالما خضع للتحاليل لهذا الشأن ،وكانت نتائج فحصه غير مطمئنة للانجاب ،
لكنني طمأنته بوجودي بجانبه الى آخر نفس لي ولو حرمني الله الذرية ،
وأنه سيبقى طفلي المدلل ولو رزقني الله منه بعشر أولاد
لايهمني لطالما اخبرته إن لم يكن الطفل منك لا أريده
لا اريد طفلًا أنت لست بوالده لطالما أخبرته بذلك!
المهم هو استمرار حبنا وجهادي لهذا الأمر الذي قاتلت اليه بشرف.
تنازلت عن راحتي ونومتي الهانئة ، عن طفل صغير كان حلما لي وأمنية ،
إقرأ أيضا: لا تحزن
عميت بصري تغاضيت عن تشوهاته ، عشت الخوف وهو بداخل عملياته ،
تحملت مسؤولية البيت والعمل ليشفى هو ،
تعرضت للاهانة من عائلته وجفاء من عائلتي بسببه،
ذهبت أجمل أيام شبابي سدى اضعتها وأنا اعتني به ، تحملت كثيرًا لإجله
لليوم الذي استفقت من سذاجتي :
عندما كنا بمنزل عمه بزيارة ورأيت نظرات الإعجاب المتبادلة منه و من ابنه عمه!
التي كان أهله قد فرضوا عليه خطبتها ورفضها ليتزوجني ،
لكنني تظاهرت بالعمى أردت أن احافظ عليه لآخر نفس كما وعدته
وبعد أيام زاد الشك وأخذ يفتك بروحي ، أنه لا ينام بجانبي ليلًا !
ويفضل السهر لوحده خارج غرفتنا بحجة أنه يشاهد التلفاز
لم أخف كهذا اليوم من قبل وكنت اتظاهر بالنوم!
فكان يدخل للغرفة وعندما يراني اغط بنوم عميق ، يخرج ليتصل بها لكن كل شيء كان واضحًا .
إنه معاد يحبني وقد بدأ يتغير بمعاملته لي وكنت اسمع لكل أحاديثه لها!
وروحي تتقطع الى اشلاء مبعثرة ، واستمر يحادثها لمدة ثلاث ليال وأنا اتظاهر بالعمى!
كانت المرة الأولى كافية جدًا لتشفي سمعي وتأكد حدسي لخيانته البشعة لي ،
لكنني كذبت نفسي أيضا واذني ودعست على قلبي معتقدة إنها مجرد اوهام ولابد إنني مخطئة!
أيعقل من حاربت العالم لأجله اليوم سيقتلني بواسطة إمرأة غيري!
ستكون هي الرصاصة التي لطالما خفت أن تصيب قلبي أو قلبه!
تمنيت لو عميت عيناي حقًا لو شللت أنا لو كنت عقيمة ليتركني!
إقرأ أيضا: زوجتي الغالية تكره الحشرات والحيوانات بأكملها
تمنيت لو لم أحبه أبدًا ، تمنيت لو حاربته هو وتركت العالم البريء يقتل حبنا ويفرقنا!
لقد حل الكره بداخلي تجاهه ، رغم كل ماصبرته وكل ما كان من مشاعر تحطمت بلحظة باتصال هاتفي لا أعلم ما الذي سيتبعه من تفاصيل مؤلمة لروحي المتشضية!
وكأنه يكافئني على ماصبرته
قررت أن اجمع اغراضي واغادر فورًا ما عاد له بقلبي مكان ولو شبر بعد خيانته الواضحة!
دخل الغرفة على صوت غضبي وبكائي ، الذي زلزل رجولته عندما رآني ألملم اغراضي المبعثرة كروحي هنا وهناك !
تندثر على وجنتي دموع الخذلان وتعب كل تلك السنين وتحمل ما لا تقوى نفسي على تحمله!
تفاجىء جدًا بوجهي الغاضب هذه المرة ، الذي ما اعتاد منه إلا الهدوء والرضا والتقبل بكل ما كان يحدث معه فقال متجاهلاً لمافعله :
لكنكِ زوجتي ولم افعل شيء لك أنا احبك وكنت كريمًا معك ولم اهنك يومًا وغيرها من جمل ميتة بعيني!!
فقلت : بل أنا من اهنت نفسي عندما احببتك وصبرت كل تلك المدة من أجل المحافظة عليك.
اتعلم : يعز علي أن تخفي عني شيئًا تقوم به بكل حواسك ، يعز علي أن تهان رجولتك بالكذب أمامي لقد سمعت كل شيء!
فقال :لكنك تحملت كل ذلك العناء والمدة معي لا اصدق إنك ستتركيني الان بهذه السهولة لأجل “نزوة” !
فقلت : لوزإنك اصبت بالشلل لكامل عمرك واصبحت خادمتك وسائقة كرسيك لا يهمني!
لو أن وجهك كله احترق وتشوه لبقيت معك ولو مغمضة العينين حتى لا احرجك من شفقة نظراتي.
و لو إنك بقيت عقيمًا لأخر يوم لم افكر أن انفصل لأتزوج رجلًا بحجة انجاب طفل يناديني ماما ليس منكَ!
لو انك اصبت بالسرطان لحلقت شعري وشعرك والتقط الصور لصلعتنا معًا ولم اتذمر منكً يومَا!
لو أهلك وأهلي كلهم حاربوني بسببكَ والمدينة وسكان الحي لا يهم!
إقرأ أيضا: لم أكن أحب أخي
كل ذلك ماكان قادرًا على أن يبعدني عنك أو أن يجعلني أفكر حتى أن ارحل عنك بكل هدوء.
وحدها امرأة استطاعت فعل ذلك”!
وحدها امرأة قتلت الحب الذي لطالما راهنت عليه ورهنت حياتي له ..
“خذلتني” …
تركت لي وجعاً يكفيني خمسين عاماً ، أي كرم هذا .!
حتى لو كنت أحبك : لا تتوقع أن امنعك أن تحادث غيري لانني اغار عليك فقط!
إن كنت نفسك أنت غير مقتنع أن وجودي يلغي الجميع بحياتك!
فليحفظهم الله لك وليحرمك مني للأبد ، هيا فلتنفعك نزواتك ، سأتركك تفعل ذلك على راحتك ، لا حاجة لك بعد اليوم بالتستر على أفعالك..!
لم أندم على شيء كندمي اليوم على شبابي الذي ضاع لأحافظ عليك!
ليس لي عليكَ جميلة ولا امننكَ بما قدمته لكَ كان ذلك واجبي الذي دفع به حبي الذي كان لكَ ومات الليلة!
“لكنك سرقت عمري وقلبي وذلك اغلى ما سلبته مني”
كل منا لديه طاقة للتحمل ، لكن قد تنفذ تلك الطاقة يوما ، قد يتحول الحب الى كره من أفعالنا ،
قد تنتهي الفرص ، وتموت التنازلات وينعدم اللوم ،
لأن كل منا مدرك لما يفعل
لذلك وفروا اللوم على انفسكم!
لنفسك عليك حق فلا تهن روحك بزيادة التعلق بالأمور وكثرة التحمل .
بل اهنهم بالتخلي!
لم يقتل حبنا أي عائق عظيم بالحياة
وحدها امرأة فعلت ذلك!
عبرة : اتمنى من كل المتزوجين أن تحافظوا على بيوتكم
وتبتعدوا عن الخيانة ، فهي هادمة للبيوت ولأعمدة الحب!