ورد في الخبر أن ذا القرنين لما سار مع قومه وصل إلى وادي الظلمات ، فداس جماعته شيئا دون أن يعرفوا ما هو ؛ فسألوه عنه؟
فقال لهم : هذه الأرض من حمل منها شيئاً ندم ، ومن لم يحمل منها شيئاً ندم!
فبعضهم قال : طالما أن العاقبة هي الندامة ، فلماذا نحمل؟
وبعضهم الآخر قال : نحمل فلن نخسر شيئا.
فلمّا صاروا إلى النور ، نظروا وإذا ما في أيديهم هي مجوهرات!
فالذي لم يحمل منها ندم!
والذي حملها كذلك ندم ، لأنه لم يحمل أكثر!
العبرة :
إن حياتنا أشبه ما تكون في هذه الدنيا بوادي الظلمات ،
وعندما نخرج من هذه الدنيا إلى عالم الآخرة حيث النور الإلهي ، ستنجلي الحقيقة أمام أعيننا!
فالذي عمل واجتهد سوف يندم ، لأنه لم يعمل أكثر ، وسوف يتحسر على ما مضى دون تحصيل المزيد من عظيم الثواب والأجر!
وأما من لم يعمل شيئا لآخرته وانشغل بملذات الدنيا ، فسوف يندم ، ويعضّ على يديه ، وسيصرخ باكيًا :
﴿رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ}.