وصية الأسد إلى إبنه ووصية الخروف إلى إبنه
وصية أسد إلى إبنه : ولدي إليك وصيتي عهد الأسود ، العز غايتنا نعيش لكي نسود ، وعريننا في الأرض معروف الحدود ،
فاحم العرين وصنه عن عبث القرود.
أظفارنا للمجد قد خُلقت فدى ، ونيوبنا سُنَّت بأجساد العدى ، وزئيرنا في الأرض مرهوب الصدى ، نعلي على جثث الأعادي السؤددا.
هذا العرين حمته آساد الشرى ، وعلى جوانب عزه دمهم جرى ، من جار من أعدائنا وتكبرا
سقنا إليه من الضراغم محشرا.
إياك أن ترضى الونى أو تستكينْ ، أو أن تهون لمعتدٍ يطأ العرين ،
أرسل زئيرك وابق مرفوع الجبين ، والثم جروحك صامتاً وانس الأنين.
مزق خصومك بالأظافر لا الخطاب ، فإذا فقدت الظفر مزقهم بناب ،
وإذا دعيت إلى السلام مع الذئاب ، فارفض فما طعم الحياة بلا ضراب.
اجعل عرينك فوق أطراف الجبال ، ودع السهول يجوب في السهل الغزال.
لا ترتضي موتاً بغير ذرى النصال ، نحن الليوث قبورنا ساح القتال.
ولدي إذا ما بالسلاسل كبلوكْ ورموك في قعر السجون وعذبوك ،
وبراية الأجداد يوماً كفنوك فغداً سينشرها ويرفعها بنوك.
إياك أن ترعى الكلا مثل الخراف ، أو أن تعيش منعَّماً بين الضعاف ،
كن دائماً حراً أبياً لا يخاف وخض العباب ودع لمن جبنوا الضفاف.
هذي بنيَّ مبادئ الآسادِ هي في يديك أمانة الأجداد
جاهد بها في العالمين وناد ، إن الجهاد ضريبة الأسياد.
إقرأ أيضا: أبو نصر الصياد
وصية خروف إلى إبنه
ولدي إليك وصيتي عهد الجدود الخوف مذهبنا نخاف بلا حدود ،
نرتاح للإذلال في كنف القيود ونعاف أن نحيا كما تحيا الأسود.
كن دائماً بين الخراف مع الجميع طأطيء وسر في درب ذلتك الوضيع.
أطع الذئاب يعيش منا من يطيع ، إياك يا ولدي مفارقة القطيع
لا ترفع الأصوات في وجه الطغاة ، ولا تحك يا ولدي ولو كموا الشفاه
لا تحك حتى لو مشوا فوق الجباه ، ولا تحك يا ولدي فذا قدر الشياه.
لَا تستمع ولدي لقول الطائشين القائلين بأنهم أسد العرين الثائرين على قيود الظالمين ،
دعهم بني ولا تكن في الهالكين.
نحن الخراف فلا تشتتك الظنون ، نحيا وهم حياتنا ملءُ البطون
دع عزة الأحرار دع ذاك الجنون ، إن الخراف نعيمها ذل وهون.
ولدي إذا ما داس إخوتك الذئاب فاهرب بنفسك وانجُ من ظفر وناب.
وإذا سمعت الشتم منهم والسباب ، فاصبر فإن الصبر أجر وثواب.
إن أنت أتقنت الهروب من النزال تحيا خروفا سالماً في كل حال ،
تحيا سليماً من سؤال واعتقال من غضبة السلطان من قيل وقال.
كن بالحكيم ولا تكن بالأحمق نافق بني مع الورى وتملق ،
وإذا جُرِّرت إلى احتفال صفق وإذا رأيت الناس تنهق فانهق.
انظر تر الخرفان تحيا في هناء لا ذل يؤذيها ولا عيش الإماء
تمشي ويعلو كلما مشت الغثاء ، تمشي ويحدوها إلى الذبح الحداء.
ما العز ما هذا الكلام الأجوف من قال أن الذل أمر مقرف ،
إن الخروف يعيش لا يتأفف ، ما دام يُسقى في الحياة ويُعلف.