وكشفت عن ساقيها
وكشفت عن ساقيها
لماذا سجل القرآن هذه الحركة لملكة سبأ ؟
الملكة كشفت عن ساقيها لأنها حسبت العرش الذي بناه سليمان من قوارير شفافة وأجرى تحته الماء ، حسبته لجة أو بحرا.
بحركة عفوية كشفت عن ساقيها دون أن تشعر ، وذلك لشدة الإنبهار بالعمل الهندسي الرائع.
والقرآن الكريم سجل لها هذه الحركة العفوية لأنها كانت ملكة محتشمة ، جاءت إلى سليمان بعقلها لا بجسدها.
جاءت إليه بعرضها السياسي لا بعرضها الأخلاقي (بكسر العين ).
وجاءت إليه تفاوضه من قوة ، وليس لتغريه بأنوثتها.
غابت عنها الأصول التي تؤمن بها للحظة بسبب الإنبهار بهذا الصنع بعد أن علمت أنه صرح ممرد ، فكشفت عن ساقيها.
فلما قيل لها أن هذا صرح ممرد من قوارير ،
أدركت عظمة هذا الإنسان وقوته وقدراته.
وأدركت أنها أمام نبي لا شك في ذلك ،فقالت : إني ظلمت نفسي إني أسلمت مع سليمان لله رب العالمين.
في لحظة إنبهار بالهندسة الرائعة ، كشفت لا إراديا عن ساقها ،
️لكنها آمنت بقية عمرها كله
(وكَشَفتْ عن ساقَيْها).
ملكةٌ كافرةٌ وقبلَ أن تُسْلمَ كانت تسبلُ الثياب.
الفطرةُ السليمةُ تأبى التعري.
فالأناقةُ والأنوثةُ الحقيقية في السترِ والعِفّة.
وللأسف الشديد كثير من نسائنا كشفن عن سيقانهن في الشوارع والأسواق ، والسبب هو الإنبهار أيضا.
إقرأ أيضا: حبر الأمة يفحم الخوارج
لكن بأمواج التعري القادمة من الحضارة.
خلعن الإيمان ، وخلعن الحياء ، وخلعن الإحتشام.
خلعن العقل والتفكير ، وسرن كالعمياوات خلف حضارة التعري والرذيلة.
ولو سألتهن لماذا ؟
لما وجدن جوابا على سؤالك سوى أن هذا شيء جميل وأن هذه موضة ، وأن هذا هو الدارج.
تقول الأميرة الراحلة ديانا أن اللباس الساتر هو رداء الملوك ، ولا يتعرى إلا بنات الليل والمراقص.
هل تعلم عزيزي أن الرداء الساتر متعة من نعيم الجنة.
يقول تعالى : إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى.
نعود للملكة المحتشمة بلقيس
قال تعالى :
﴿قيل لهَا ادخُلِي الصَّرحَ فلَمّا رَأَتهُ حَسِبَتهُ لُجَّةً وكَشَفَت عن ساقَيها﴾
المرأة مِن قديم الزمان شيمَتُها التَّسَتُّر
لأنَّ قوله :﴿وَكَشَفَت عَن ساقَيها﴾
دليلٌ على أنَّ الأصل أنها مَستورة.