وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
كان ابن القيم رحمه الله يقول : خير أيام العبد على الإطلاق يوم توبته إلى الله.
وفي الأثر : إذا تاب العبد نادى منادٍ أن فلاناً قد اصطلحَ مع ربه.
إنَّ الإنسان إذا كان له حبيب من الناس فحدث بينهما خصام ،
فإنه يتفنن في استرضائه ليعيد المياه إلى مجاريها ، والله سبحانه أحقُّ أن يُسترضى.
فإذا جئتَ بعملٍ يخدشُ الحُبَّ الذي في قلبكَ للهِ ، فتفنن في استرضائه كما لو كان محبوبكَ من الدنيا ،
تارةً بالصدقة ، وتارة بالاستغفار والصلاة والقرآن.
فإن النبيل من الناس إذا اُسترضيَ رضيَ ، فكيف باللهِ وهو أرحم الراحمين.
جاء في الصحيحين أن النبيَّ صل الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه تبارك وتعالى قال :
أذنبَ عبدٌ ذنباً ، فقال : اللهم اغفِرْ لي ذنبي ، فقال الله تبارك وتعالى : أذنَبَ عبدي ذنباً ، فعَلِمَ أنّ له ربّاً يغفِرُ الذنبَ ويأخذُ بالذنب.
ثم عاد فأذنب ، فقال : أي ربِّ اغفِرْ لي ذنبي ، فقال تبارك وتعالى :
أذنب عبدي ذنباً فعِلَم أنّ له ربّاً يغفِر الذنبَ ويأخُذُ بالذنب ، ثم عاد فأذنب ،
فقال : أي ربّ اغْفِرْ لي ذنبي ، فقال : تبارك وتعالى : أذنب عبدي ذنبًا ، فعلم أنَّ له ربًا يَغْفِر الذنبَ ، ويأخذ بالذنب ؛ قد غَفَرْتُ لعبدي فلْيَفْعَل ما شاء.
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى معلقا على هذا الحديث :
“لو تكرر الذنبُ مئةَ مرةٍ أو أَلْفَ مرةٍ أو أكثر وتاب في كلّ مرةٍ ، قُبِلَتْ توبتُه وسقطَتْ ذنوبُه ،
ولو تاب عن الجميع توبةً واحدةً بعد جميعها صحّتْ توبتُه.
هل رأيتم كرماً كهذا الكرم؟
هل رأيتم حلماً ورحمةً كهذا الحلم والرحمة؟