وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)”
“وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ “
مخطئ من يظن أن الإبتلاء نقمة ، بل هو نعمة من الله ، ليطهرنا وينقينا ويغسلنا
من ذنوبنا ،
ليرفع منزلتنا وينعم علينا بالأجر.
الإبتلاء ” : في اشتداده اقترابٌ للفرَج ،
وفي تتابعه اختبارٌ للصدق ، وفي طوله مقياسٌ للثبات “
فالحمد لله دائماً..
لذا أحسنوا ضيافة الإبتلاء ، فإن الإبتلاء عابر سبيل وإن الله رب كريم!
حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر الله بها من خطاياه.
يقول ابن الجوزي رحمه الله : البلايا ضيوف ، فأحسن قِراها حتى تَرحل إلى بلادِ الجزاء مادِحة لا قادِحة.
فلولا البَلايا لوردنا القيامة مفاليس ، ولو فُتحت لك أستار الغيب لأحببتَ حزنك ،
ولو رأيت كيفَ يُغرف للصّابر غرفًا من الثّواب ، لانتشى قلبك وتلذذت بكلّ وخزة ألم.
فالحمدلله دائماً وأبداً.
منافع البلاء ..
️يقول الشيخ أبو إسحاق الحويني : إن أعظم منافع التعرض للبلاء هو أنه يجعل القلب قوياً ،
لأن القلب إنما يستمد مادة حياته من البلاء ، ولذلك اختار الله عز وجل البلاء لأوليائه وأنبيائه.
ترى هل يترك الله عز وجل أولياءه يتخبطون في الأرض ،
لماذا يخرج موسى خائفاً يترقب؟ لماذا يخرج نبينا صل الله عليه وسلم ويختبئ في الغار؟
إقرأ أيضا: يُوشِكُ الأممُ أن تداعَى عليكم كما تداعَى الأكَلةُ إلى قصعتِها
لماذا يدال على دولة المؤمنين كثيراً وهم أولياء الله عز وجل؟
لأن القلب يستمد حياته من المحن ، ولذلك تجد أضعف الناس قلوباً هم أهل الترف ،
أما أهل الإبتلاء فهم أقوى الناس قلوبا ،
والعبد يوم القيامة يوزن عند الله عز وجل بقلبه لا بجسمه.
يقول ابن القيم : فلولا أنه سبحانه يداوي عباده بأدوية المحن والابتلاء لطغوا وبغوا وعتوا ،
والله سبحانه إذا أراد بعبد خيراً سقاه دواء من الإبتلاء والإمتحان على قدر حاله ،
يستفرغ به من الأدواء المهلكة ، حتى إذا هذبه ونقاه وصفاه : أهَّله لأشرف مراتب الدنيا ، وهي عبوديته ،
وأرفع ثواب الآخرة وهو رؤيته وقربه.