يا ابنتي كلهم يمكرون مكر الليل والنهار من أجلك ، بيوت الأزياء تبتكر ملابس أكثر فتنة وعري.
وأرباب الفن الساقط يبحثون لك عن أدوار أكثر إثارة!
وفسدة الأرض يكملون مغازلة عقلك بأحاديث المظلومية والمساواة مع الرجل ، حتى كادت البيوت تفرغ منك ومن أخواتك!
ودعاة التحرر ما زالوا يراودونك عن فعل ما كنت تستقبحينه من قبل ، مما يخالف ما فطرك الله عليه من حياء وعفاف.
وما كل هذا إلا لأنهم يعلمون أنهم لن ينفذوا إلى الأمة إلا من خلالك ، فلا تمكنيهم من نفسك يا ابنة خديجة.
فما اعتدل مجتمع إلا باعتدال نسائه ، وما مال إلا بميلهن!
يا ابنتي : كانت أمهاتنا يعلمننا في الماضي أن البيوت إذا مات نساؤها ضاعت ، وإذا مات رجالها بقيت.
لأن المرأة على ضعف جسدها ركب الله فيها قدرة عجيبة تعينها على احتضان أولادها ، واستكمال مهمتها!
يا ابنتي : لو علمت كم تتوجع من أجلك الفضيلة ، ويبكي لحالك الطهر لمات كل عضو فيك خجلا وألما!
يا ابنتي : لا يخدعنك من نفسك جمال وجهك ونعومة جسمك فتقولي : جمال أبديه ، وجسم أنا حرة فيه.
فمعطي الشيء قادر على استلابه ، ومركب الجمال في الأنثى شرع ما يحفظ جمال إمائه ،
ووضع العقوبة على من حازت النعمة فبذلتها فيما يغضب المنعم.
يا ابنتي : أول من آمنت بنبيك إمرأة ، وآخر من كان معه إمرأة ، فقد مات نبيك الكريم بين سحر أمك عائشة ونحرها.
فحري بمن رأت حياة النبوة تُستفتَح بإمرأة ، وتُختتم بإمرأة أن تعرف كم أعزها الإسلام ثم تسلم عقلها لكلام اللئام!
يا ابنتي : حديثي معك موصول ، يا وصية الله والرسول.