يا جابر الكسر أدركنا من الفقر
يارب بين يديك خزائن الغيوب ؛ فهبنا كل مطلوب ،
حاشا لقلب في قفر على فقر ؛ أن لا يرى الرِّفق.
يا بني : إن مسّ قلبك التعب ، وَبلغَتْ آهَ الحزن مَبلغها ،
فادخل إليه مِن حولك بالتبري ، ثمّ اسأله ما شِئتَ بالترجي ، والزَم الحَوقلة.
يا بنيّ : إن ارتديتَ رداء الضّعف ؛ فارفع يديك ، تنبت سَنابل قمحٍ في راحتيك ،
إياك أن تكونَ مأخوذ بأنا ، وغافل عن { سبحانه هو }.
إنْ عبدته بوصفه ؛ آتاكَ ما عنده مِن فضله ، فإن أغراكَ فلا تقل { على عَلمٍ عِندي } ،
وإن توسّعتَ في الدنيا فلا تقل { مَن أشَدّ منا قُوّة } ، أوكلكَ إلى نفسك فتهلكك!
فاخَلع حَولك ، واخلع أسبابك وقل : أنا ،
من ذا أنا ؟!
قل له : أنتَ القويُّ ونحن الضُّعفاء بين يديك.
لو شاء الله جعل مِن اليبس الفتات حقولا ،
حتى يقال :
عبد نجى مِن فَجيعةِ الجَـدْب ، وحتى ترى الحزن لم يُخلَق أساسا ،
وتنسى من آساكَ وما اعتراك ، وترى العاقبةَ على غير ما هي مُنتهية إليه.