يا من غدوت إلى القرآن تحفظه فابشر بخير فإنك بالمحفوظ محفوظ
يا من غدوت إلى القرآن تحفظه فابشر بخير فإنك بالمحفوظ محفوظ.
لا يليق بالمؤمن الذي يرجو لقاء ربه ، والنظر إلى وجهه الكريم في جنة عرضها السماوات والأرض ؛
أن يتصفح ويقرأ في يومه عشرات التعليقات والرسائل التي كتبها وأرسلها بَشَر.
ويمضي يومه وهو لم يقرأ شيئا من كتاب رب البشر.
قال رسول الله صل الله عليه وسلم :
” اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ “.
هل تعلم لماذا نسمي تلاوة القرآن بالوِرد؟
الوِرد (بكسر الواو) من الفعل وَرد ؛ وهو أن تأخذ من ينبوع الماء فتشرب أو تسقي دابتك ،
قال الله تعالى في قصة سيدنا موسى حين وجد الناس يسقون حيواناتِهم : (ولما وَرَدَ ماء مدين ) ،
فكلما عطشتَ فرويت ظمأك من نهر أو بئر أو أي مصدر للماء فهذا المصدر يسمى وِردًا.
فما علاقة هذا بتلاوة القرآن؟!
إن الروح تعطش كما يعطش البدن ، فكلما عطشت روحك فرويت عطشها من القرآن فهذا هو الوِرد ،
فالقرآن ورد الروح كما أن الماء وِرد البدن.
فحافظ على وِرد روحك كما تحافظ على وِرد بدنك.
قال الله عز وجل :
﴿أفَلا يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ أمْ عَلى قُلُوبٍ أقْفالُها﴾
فَلَوْ رُفِعَتِ الأقْفالُ عَنِ القُلُوبِ لَباشَرَتْها حَقائِقُ القُرْآنِ ، واسْتَنارَتْ فِيها مَصابِيحُ الإيمانِ.
ابن القيم
القُلُوب لا يَصلحهَا شَيء أعظَم مَن كَلام رَبهَا ،
….فَتدبَر القُرآنْ هُو السَبيلْ الأوَل ؛ إلَى صَلاح القُلُوب.
هنيئًا لمن جفت شفتاه وهو يروي أرض صدره الجدباء بوابلٍ من القرآن.