يحكى أنه قيل لأحد العباد كيف كانت توبتك؟
قيل له : كيف كانت توبتك؟ اسمع كيف تاب إلى الله جل وعلا هذا الرجل!
يقول : لدغتني حية – ثعبان – فلم أحس بالألم ، وبعد فترة لم أشعر بيدي – لقد ﺷُﻠَّﺖ ﻳﺪﻩ ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ.
يقول : ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ ﺷُﻠَّﺖ ﻳﺪﻱ ﺍﻷﺧﺮﻯ ، ﻭﺃﻧﺎ لا ﺃﺩﺭﻱ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﻨﻊ ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻓﻌﻞ.
ﻳﻘﻮﻝ : ﻭﻣﺮﺕ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻓﺸُﻠَّﺖ ﺇﺣﺪﻯ ﺭﺟﻠَﻲ ﺛﻢ ﺍﻷﺧﺮﻯ ، ﻓﻄُﺮِﺣْﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ ، ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﺣﺮﻙ ﺟﺴﻤﻲ ﻛﻠﻪ.
ﻭﻣﺮﺕ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻓﻌﻤﻲ ﺑﺼﺮﻱ ، ﻭﻃﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﻣﺮ ، ﻓﺘﻮﻗﻒ ﻟﺴﺎﻧﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ – ﻫﻞ ﺑﻘﻲ ﻓﻴﻪ ﺷﻲﺀ؟ –
ﻳﻘﻮﻝ : ﻟﻢ ﻳﺒﻖِ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺇﻻ ﺳﻤﻌﻲ ، ﺃﺳﻤﻊ ﻣﺎ ﻳﺴﻮﺀﻧﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ ،
ﻋﻨﺪﻱ ﺯﻭﺟﺔ ، ﻳﺴﻘﻮنني ﻭﺃﻧﺎ ﻏﻴﺮ ﻋﻄﺸﺎﻥ ، ﻭﺃﻋﻄﺶ ﻓﻼ ﺃﺭﺗﻮﻱ ، ﻭﺁﻛﻞ ﻭﺃﻧﺎ ﺷﺒﻌﺎﻥ ،
ﻭﺃﺟﻮﻉ ﻓﻼ ﺃُﻃْﻌَﻢ ، ﻭﺃُﻛْﺴَﻰ ﻭﺃﻧﺎ ﻛﺬﺍ.
ﻳﻘﻮﻝ : ﻭﻫﻜﺬﺍ ، ﺃﺫﻭﻕ ﺍﻟﻮﻳﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮ ﻭﺍﻷﻟﻢ.
ﺣﺘﻰ ﺟﺎﺀ ﻳﻮﻡٌ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻓﺠﺎﺀﺕ ﺟﺎﺭﺓ ﻟﻨﺎ – أسمع ﻛﻞ ﻛﻼمها ﺣﻮلي ، ﻭﻻ أرﻯ، ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻨﻄﻖ ﻭﻻ ﻳﺘﺤﺮﻙ ،
ﻳﻘﻮﻝ : ﺟﺎﺀﺕ ﺟﺎﺭﺓ ﻟﻨﺎ ، ﻓﺴﺄﻟﺖ ﺯﻭﺟﺘﻲ : ﻛﻴﻒ ﺣﺎﻝ ﺯﻭﺟﻚ؟
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ : ﻻ ﺣﻲٌ ﻓﻴُﺮﺟﻰ ، ﻭﻻ ﻣﻴﺖٌ ﻓﻴُﻨﺴﻰ.
ﻳﻘﻮﻝ : ﻓﺘﺄﻟﻤﺖ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺣﺘﻰ ﺍﻧﻬﻤﺮﺕ ﺩﻣﻮﻋﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺑﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ.
ﻓﻠﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺩﻋﻮﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ، ﻭﺍﺟﺘﻬﺪﺕ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺑﻜﻲ ﻭﺃﺳﺘﻐﻴﺚ ﺑﺎﻟﻠﻪ ، ﻭﺃﺗﻮﺳﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ،
ﻓﺠﺎﺀﻧﻲ ﺃﻟﻢ ﺷﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺟﺴﻤﻲ ﻓﺄﻧﻬﻜﻨﻲ ﺍﻷﻟﻢ ، ﺣﺘﻰ ﺃﻏﻤﻲ ﻋﻠﻲ.
ﻳﻘﻮﻝ : ﻭﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻓﻮﺟﺪﺕ ﻳﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭﻱ ، ﻓﺤﺮﻛﺘﻬﺎ ، ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻲ ﺗﺘﺤﺮﻙ ،
ﻭﻳﺪﻱ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺗﺘﺤﺮﻙ ، ﻭﺭﺟﻼﻱ ﻳﻘﻮﻝ : ﻓﻘﻤﺖ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪﻱ ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺗﻜﻠﻢ ، ﻓﻔﺘﺤﺖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻓﻨﻈﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ،
ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻗﻮﻝ : ﻳﺎ كريم ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﻟﻚ ﺍﻟﺤﻤﺪ، ﻳﺎ عظيم ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﻟﻚ ﺍﻟﺤﻤﺪ ،
ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻰ ﻣَﻦ ﺣﻮﻟﻲ ﻭﺃﻗﻮﻝ : ﻟﺮﺑﻲ ﺍﻟﺤﻤﺪ ، ﻟﺮﺑﻲ ﺍﻟﺤﻤﺪ : ﺃَﻣَّﻦْ ﻳُﺠِﻴﺐُ ﺍﻟْﻤُﻀْﻄَﺮَّ ﺇِﺫَﺍ ﺩَﻋَﺎﻩ.
إقرأ أيضا: وفاز الأعمى
( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون ( 62 ) ) .
هو الذي لا يلجأ المضطر إلا إليه والذي لا يكشف ضر المضرورين سواه.